“الحزب” يضبط “حرب الداخل”… ولا فكاك بين الجنوب وغزة

رواند بو ضرغم

يخوض “حزب الله” حراكاً لتحصين الجبهة الداخلية في مواجهة المشاريع الخارجية والطروح من أجل فصل جبهة الجنوب عن غزة.

تستخدم الدول الكبرى لهجة التهديد حيناً والتحذير من توسعة الحرب أحياناً، الا أن “حزب الله” استطاع توحيد الموقف الرسمي في مساندة غزة، عبر اجتماعات الخليلين (الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل) المستمرة مع الرئيس نجيب ميقاتي، والتواصل والاتصال المفتوح بين “حزب الله” ورئيس الحزب “الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط، ومن خلال ربط النزاع بينه وبين “التيار الوطني الحر”.

خلال ثمانٍ وأربعين ساعة، قبيل وصول وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى بيروت، ستتسلم الدولة اللبنانية الطرح الفرنسي المعدّل مكتوباً بخصوص الحدود الجنوبية. وتقول مصادر قيادية لموقع “لبنان الكبير” إن الجواب اللبناني سيكون مكرراً: وقف الحرب على غزة أولاً، ومن ثم الحديث في القرار 1701 وتفاصيله وآليات تطبيقه. أما التهديدات الدولية فلن توقف جبهة الجنوب، بل وحده وقف الحرب على غزة سيوقف جبهة المشاغلة والاسناد.

وبعد تبدل موقف آموس هوكشتاين، من ربط عودته الى لبنان بالهدنة في غزة الى استعداده للعودة قبلها في حال وافق لبنان على فصل الجبهتين، يستبعد مصدر قيادي هذه الزيارة في المرحلة الراهنة، لأن الموقف لن يتغيّر والجبهة مستمرة ولن يتم الفصل، والمقاومة لن تتغاضى عن استباحة رفح ولن تتهاون في مساندتها ولن تخضع لضغوط تهدف الى تحقيق مصلحة إسرائيل وإراحتها.

وعلى الرغم من الهواجس التي يعيشها وليد جنبلاط من تطورات الجنوب وجنون بنيامين نتنياهو، الا أنه مطمئن الى عقلانية “حزب الله” في إدارة المعركة العسكرية وثباته على ضبط النفس لعدم اعطاء ذريعة لاسرائيل لتوسيع الحرب. إذ إن لقاءه مع الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا ساده التوافق والودّ واستبعاد الحرب الكبرى، والرسائل التطمينية وصلته من الأمين العام السيد حسن نصر الله، بالاضافة الى تقدير موقف الحزب “الاشتراكي” المساند للحزب في حربه بوجه إسرائيل.

وتقول مصادر مطلعة على أجواء لقاء كليمنصو: “ان الاتصال لم ينقطع واللقاءات مستمرة والتنسيق دائم في الأمور كافة، إن من جهة غزة أو الجنوب أو الضغوط الدولية لفصل الجبهتين، بالاضافة الى بحث ملف النازحين السوريين والخطة التي وضعها الحزب الاشتراكي والملاحظات التي سجلها حزب الله على بعض بنودها”.

مصادر سياسية رفيعة تقول لموقع “لبنان الكبير”: “إن الارادة الداخلية حاسمة بشأن الابتعاد عن افتعال المشكلات والتصعيد السياسي، باستثناء نهج القوات اللبنانية وحلفائه الذين يتحينون الفرصة للنيل من سلاح المقاومة. فلا مشكل إسلامياً – إسلامياً والدليل التقارب بين حزب الله والرئيسين بري وميقاتي، وحتى تقديم حزب الله واجب العزاء في بيت الوسط. أما العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فيضبطها الجيش اللبناني وربط النزاع مع التيار الوطني الحر”.

وتتقاطع الأطراف السياسية المتقاربة على عدم تطور الحرب جنوباً، إذ إن الحرب دخلت في شهرها السابع وليست هناك أي إشارة جدية لتوسعتها، وكل التهويل الدولي هو لتحصين إسرائيل وإعطائها مكاسب في السياسة عجزت عن انتزاعها في المعارك، وهذا ما لن يتحقق.

شارك المقال