fbpx

تأهب في الضفة الغربية!

زاهر أبو حمدة
تابعنا على الواتساب

على الرغم من معارك غزة المتواصلة، يبدو جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية الاسرائيلية في حالة تأهب قصوى في الضفة الغربية، فشنّ عملية غير مسبوقة في طولكرم ومخيمها ودمر البنى التحتية والمحال التجارية والبيوت، وذلك كله بحثاً عن المطاردين والعبوات الناسفة. ومع أن الاحتلال اعتقل 9 آلاف و610 فلسطينيين من الضفة منذ تشرين الأول الماضي، يبقى الحذر والخوف من الضفة وعملياتها الفردية والجماعية.

يؤكد نائب قائد السرية من “كتيبة إيرز” التابعة للشرطة العسكرية الملازم موران بوحنيك، في مقابلة مع موقع “واللا” الاسرائيلي، أن “محاولات التسلل إلى إسرائيل وتهريب الأسلحة والتزوير تزايدت في الأشهر الأخيرة، وتشير التقديرات إلى أنه سيكون هناك المزيد من المحاولات للتسلل إلى إسرائيل من الضفة في الشهر المقبل”. وهذه الكتيبة هي المسؤولة عن الحواجز والمعابر في الضفة والقدس المحتلة.

ويوضح بوحنيك، أن “المتوسط حوالي 2000 حالة ضبط مشبوهات شهرياً عند المعابر في قطاعها: الزعيم وحزما وزيتيم، مقارنة بحوالي 500 قبل 7 تشرين الأول”. ويضيف: “على الرغم من أن الاهتمام موجه نحو القتال في الشمال والجنوب، إلا أننا نشعر بالضغط على الضفة، ونرى تزايد محاولات التسلل أيضاً من خلال التفنن، وهناك احتكاك وغضب في المعابر. وعموماً فإن أنماط سلوكهم تختلف عما رأيناه حتى الآن”.

وحول أسباب ارتفاع هذه النسب، يشير بوحنيك إلى أن “الفلسطينيين لا يمكنهم العمل في إسرائيل. ويصعب عليهم كسب العيش، وهناك تحريض للسكان في مناطق السلطة الفلسطينية على خلفية ما يحدث في غزة والشمال، وهناك أيضا نية لمجموعات صغيرة بالايذاء”.

وكشف خطاب الوداع لقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، يهودا فوكس، أرقاماً بحسب معطيات الأجهزة الأمنية – منذ بداية العام 2024، حيث “تم تسجيل 340 حادثة جريمة قومية إرهاب مستوطنين في الضفة الغربية. يشمل تعريف الأحداث ما يلي: أحداث اعتداء متعمد ضد الفلسطينيين – إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في المنازل والمركبات والمزارع، بالاضافة إلى أحداث اعتداء متعمد ضد قوات الأمن الاسرائيلي. في الأسبوع الماضي فقط سُجل 23 حدثاً في محيط إخلاء موقع بنيامين الاستيطاني. وهذا هو أعلى عدد من حوادث الجرائم القومية إرهاب المستوطنين خلال أسبوع واحد منذ شهر أيار الماضي (حيث تم تسجيل 42 حادثة خلال أسبوع، حول الهجوم على سائقي شاحنات المساعدات الانسانية). خلال شهر حزيران بأكمله – 65 حادثة جريمة قومية؛ أيار – 85 حدثاً”. وأمام توغل جيش الاحتلال في الضفة وتغول ميليشيات المستوطنين، سيجد الفلسطيني أن لا خيار أمامه سوى المقاومة وتنفيذ العمليات الفدائية. وذهبت قناة “كان” الاسرائيلية إلى تحليل مثير للاهتمام وهو أنّ “المقاومة الفلسطينية ستنجح خلال سنة في خلق خبرة وقدرة على إطلاق قذائف صاروخية من الضفة الغربية في اتجاه إسرائيل”. وأوضح رئيس دائرة الشؤون الفلسطينية في القناة، لئور ليفي، أنّ “الحديث لا يدور عن تلك القذائف الصاروخية التي رأيناها تُطلق من منطقة جنين في اتجاه العفولة وبات حيفر”. وكشف أنّ القذائف الصاروخية التي ستنجح حركتا “حماس” و”الجهاد الاسلامي” في إطلاقها شبيهة أكثر بقدرات القذائف الصاروخية التي تطلقها من غزة على غلاف غزة، وهي أكثر تطوّراً.

وفي كل الأحوال، هدف الاحتلال هو ضم الضفة الغربية وزيادة الاستيطان فيها ولذلك يحشد قواته ويُكثف اقتحاماته ومهما تأهب أمنياً وعسكرياً لا يمكن أن يقمع الفلسطينيين وفقاً لتجارب سابقة. فكل عملياته العسكرية منذ الانتفاضة الثانية و”السور الواقي” إلى “جز العشب” و”طنجرة الضغط” وكل أساليبه لم تنجح في كسر الضفة الغربية، ولذلك سيبقى التأهب حتى يكون الحل السياسي أو الانفجار الكبير.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال