موسكو تستكمل مناوراتها تحسباً لحرب في أفغانستان

حسناء بو حرفوش

يستعد الروس مع سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان للمزيد من الاضطرابات وصولاً إلى اندلاع حرب داخل البلاد، بحسب ما نقل موقع asianews في مقال للكاتب فلاديمير روزانسكي. وبحسب المقال، “نظم الروس العديد من المناورات العسكرية الخاصة في قيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان، حيث يمتلكون عدداً من القواعد العسكرية، بالإضافة إلى علاقات الكرملين مع تحالف الشمال المناهض لطالبان. وتستعد روسيا لتدريبات عسكرية جديدة في آسيا الوسطى للبقاء على أهبة الاستعداد للصراعات التي يحتمل نشوبها في ظل التغيير في الحكم في أفغانستان. كما من المرتقب أن تنفذ وحدات القوات الجماعية للانتشار السريع اعتباراً من بداية هذا الشهر، عدداً من المناورات في قيرغيزستان.

طالبان والترسانة الضخمة

وقد تم التخطيط للمناورات التي أطلقت عليها تسمية “حدود 2021” (Border 2021)، منذ بعض الوقت، ولكن نظرًا للتطورات ولتغير الأحداث في منطقة آسيا الوسطى، أعيد تحديد وضبط الأهداف بما يتلاءم مع الوضع الجديد في أفغانستان. ويخشى الخبراء العسكريون من اندلاع حرب أهلية أفغانية جديدة، على غرار تلك التي حرضت طالبان ضد تحالف الشمال منذ ما يقرب من 30 عامًا. وفي هذا السياق، يركز وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الترسانة الضخمة التي سقطت في أيدي طالبان، كما لم يستبعد تمدد عدم الاستقرار ليشمل الدول المجاورة.

وحشد الكرملين أكثر من 400 جندي من قواته تحسباً، علما بأن معظمهم نقلوا من جمهورية توفا الذاتية الحكم والتي تقع بين سيبيريا ومنغوليا. وتعتبر هذه الوحدات على الأرجح الأنسب والأكثر ملاءمة لمواجهة النزاعات الأفغانية المحتملة. كما تأتي المناورات القرغيزية في أعقاب مبادرتين مماثلتين في أوزبكستان وطاجيكستان، وهما دولتان تمتلك روسيا فيهما أيضاً عدة قواعد عسكرية. وأوضح وزير الدفاع الروسي أن كل هذه التسهيلات “ستستخدم للدفاع عن حدود دول الاتحاد في حالة وقوع عدوان انطلاقاً من أفغانستان”. وزودت القاعدة العسكرية 201 في طاجيكستان بصواريخ أرض – جو محمولة وجديدة من طراز “فيربا” بالإضافة إلى أسلحة متطورة أخرى و60 عربة مصفحة من المفترض الإبقاء عليها على أراضي قيرغيزستان حتى بعد انتهاء التدريبات.

وأهمية موقع طاجيكستان لكونها لا تحد أفغانستان فقط، بل تشترك معها أيضًا في جزء من التكوين العرقي، ولكن في فترة ما بعد الاتحاد السوفياتي، سجل بالفعل تدفق للمتمردين والإرهابيين إلى قيرغيزستان عبر الجبال، ومن ثم من هناك باتجاه دول آسيا الوسطى الأخرى. وبشكل ما، بدأ الصراع الداخلي بالفعل في بنجشير، وهي مقاطعة صغيرة قريبة من الجبال التي تشق طريقها إلى طاجيكستان وباكستان. وتتجمع الميليشيات التي تضم معارضي طالبان في الوادي الضيق هناك، حيث يوجههم نائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح ويقودهم أحمد مسعود، نجل زعيم التحالف الشمالي أحمد شاه مسعود، الذي قتلته طالبان في العام 2001.

وقبيل وصول الولايات المتحدة إلى أفغانستان، كان التحالف الشمالي يحظى بالدعم من روسيا إلى جانب طاجيكستان وأوزبكستان. وأعلن مسعود أنه مدعوم الآن من قبل عبد الرشيد دوستم، وهو “أمير حرب” تاريخي ونائب رئيس أفغاني سابق وهو الآن لاجئ في أوزبكستان علما بأنه من أصل أوزبكي. وفي حال لم يتم العثور على حل سياسي يضمن الأقليات العرقية، يهدد الأوزبك بدورهم بحمل السلاح ضد طالبان. وتجدر الإشارة ههنا إلى أن دوستم نجا من عدة محاولات اغتيال وجهت فيها أصابع الاتهام إلى طالبان وتنظيم “الدولة الإسلامية”.

ويعتقد الخبير العسكري الروسي الأوزبكي غاريف، الذي شارك قبل 20 عامًا في تنظيم الدعم لتحالف الشمال، أن انتصار الأعضاء الأكثر تطرفاً في طالبان قد يجعل الصراع بين المجموعات الإثنية ممكناً في أفغانستان. كما شبّه طالبان بجيش ماخنو، وهي جماعة فوضوية من الفلاحين من جنوب أوكرانيا، حاولت الاستيلاء على السلطة بين عامي 1917 و1921 أثناء الاحتلال النمسوي وقامت أيضًا بقتال السوفيات. وبالنسبة للروس، يعد هذا مثالًا شبه موحد للنزعة العسكرية غير المنظمة، للإشارة إلى الفوضى العامة التي قد تندلع مع حكم طالبان”.

شارك المقال