إيران: قنبلة شعبية موقوتة

حسناء بو حرفوش

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية والمرتقبة في شهر حزيران الجاري، يرزح الإيرانيون بحسب ما نقلت بعض وسائل الإعلام الإيرانية، تحت “عبء النفقات”، بينما “يضيّق حصار الأزمات الخناق على النظام الإيراني. هذا إلى جانب التطورات المحلية والدولية المختلفة في الأيام الأخيرة، والتي ورطت النظام في مشاكل أكثر تعقيداً”.

طاولات فارغة

وأشار موقع NCRI (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) التابع للمعارضة إلى أن “العديد من الإيرانيين يعانون من الارتفاع الحاد في الأسعار ويستقبلون شهر رمضان بطاولات فارغة”. ونقلت صحيفة “أفتاب يزد” (Aftab-e Yazd ) الحكومية أن “نظرة سريعة على تقرير مركز الإحصاء الإيراني تشير إلى ارتفاع النفقات خلال شهر رمضان للإيرانيين”. وأظهرت تقارير مركز الإحصاء زيادة بنسبة 100٪” في أسعار الاحتياجات الأساسية للأفراد، مقارنة بأسعار السلع الأساسية في العام 2019″.

المفارقة أن هذه النتائج تنشر في وقت تغطي الصحافة العالمية “اتكال حزب الله على إيران لمساعدته على تخطي الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوجها في الداخل اللبناني، فيتزود بالوقود والمواد الغذائية في مستودعاته ليؤمن حاجات كوادره والمناطق التي يسيطر عليها”.

وضع متفجر داخل البلاد

ولحظ موقع “إيران فويسز نيوز”، “أنه في ظل الظروف المحلية والدولية الحرجة، يواجه نظام الملالي قنبلة موقوتة، بعد عام من السياسات اللاإنسانية التي أدت إلى وفاة 250 ألف إيراني بكورونا بينما يعاني الناس من ارتفاع الأسعار والفقر المدقع والتضخم والاقتصاد المنهار”.

وبحسب الموقع، “الوضع المتفجر للمجتمع أكثر خطورة مما كان عليه في نوفمبر 2019. أي شرارة يمكن أن تسبب احتجاجات واسعة النطاق ضد النظام (…) وعلى الرغم من القمع الداخلي، فإن الآفاق مشرقة. لا مجال للشك في أن عهد نظام الملالي قد انتهى. الإيرانيون مصممون على إقامة حكومة ديمقراطية في إيران. وستتحقق هذه النتيجة”.

احتجاجات عابرة للقطاعات

وفي هذا السياق تستمر “الدعوات لمقاطعة الانتخابات منذ 9 نيسان، ودعا أنصار مجاهدي خلق (مجاهدي خلق/منظمة مجاهدي خلق الإيرانية) ووحدات المقاومة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية الوهمية للنظام من خلال نشر لافتات وإعلانات وكتابة رسومات وتوزيع منشورات في الأماكن العامة. وبالإضافة إلى أجزاء مختلفة من طهران، نظمت احتجاجات في مدن أصفهان وكرج والأهواز وعبادان ومشهد وشيراز وتبريز وكرمان وقزوين وخرم آباد وبندر أنزلي وتونكابون وسواها”.

“وتضمنت الشعارات على اللافتات والرسومات التي تطالب بمقاطعة الانتخابات الوهمية: تصويتنا هو تغيير النظام ونعم لجمهورية منتخبة ديمقراطيًا وسيسقط النظام قريباً ويسقط خامنئي وتحيا الحرية، والانتخابات الرئاسية الصورية تفتقر إلى الشرعية بين الشعب الإيراني، وجيش الجياع إلى التمرد والانتفاضة”.

و”شهدت الأيام الأخيرة احتجاجات اجتماعية متكررة في جميع أنحاء إيران. حيث ينزل المتقاعدون دورياً إلى الشوارع في إطار من الاحتجاجات المنظمة في 23 مدينة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. ورددوا هتافات “لن نعيد حقوقنا إلا بالنزول إلى الشوارع. كفى! لن نصوت بعد الآن. سمعنا الكثير من الأكاذيب ويسقط روحاني”.

“يجب على المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي أن يختار إما أن يقمع هذه الاحتجاجات أو يسمح لها بالاستمرار. ووفقا لموقع “مجاهدين” التابع للمعارضة، إذا اختار النظام قمع الاحتجاجات، فإنه يخاطر بمزيد من الغضب المجتمعي، ما سيؤدي إلى ارتفاع وتيرة الاحتجاجات. وهذا ما حدث في محافظة سرافان بمحافظة سيستان وبلوشستان بعد أن فتحت قوات الأمن النار وقتلت عددًا من تجار الوقود الذين كانوا يحتجون على إغلاق النظام المعابر الحدودية”.

وأشار الموقع إلى أنه “إذا سمح النظام لهذه الاحتجاجات بالاستمرار، فسوف تتسع رقعتها وتنتشر لتطال شرائح أخرى من المجتمع الإيراني. ونشهد احتجاجات موازية من قبل مجتمعات مختلفة في إيران. مثال آخر هو صغار المستثمرين الذين اشتروا أسهمًا من سوق الأسهم الإيرانية بتشجيع ومباركة خامنئي وروحاني وقادة النظام الآخرين. لكن انهيار سوق الأسهم بسبب الحكومة (والمستفيد منها كيانات مرتبطة بالنظام) قضى على استثمارات هؤلاء المستثمرين”.

ونقل موقع “ايران نيوز واير” في السياق نفسه عن “الاحتجاجات العابرة للمناطق وللقطاعات في إيران، لأساتذة خارج محكمة القضاء الإداري في طهران وفي مقاطعة شهرمحال وبختياري، جنوب غرب البلاد”. ونقل أن المحتجين هتفوا بشعارات “لن نقبل بالظلم. نريد أن نحصّل حقوقنا! والأساتذة يصرخون من أجل حقوقكم!”.

و”تظاهر المزارعون في الشوارع للاحتجاج على تحويل الحكومة لمواردهم المائية. بينما اجتمع عمال آخرون للمطالبة بأجورهم ومزاياهم غير المدفوعة”.

صراع داخل السلطة

ويتجلى الصراع أيضاً داخل البرلمان الإيراني، حيث نقل موقع “فويسز” الإيراني أن “صراعات القوى الداخلية تتزايد بين مختلف الفصائل. ووقّع 190 نائباً تقريراً بعنوان “رفض روحاني”، يشير إلى 13 حالة تحدى فيها رئيس النظام حسن روحاني موافقات برلمانية. وبحسب دستور النظام، يمكن للمجلس أن يحيل هذه التعديات التي قام بها الرئيس إلى القضاء (…) مع الإشارة إلى أنه على الرغم من التحذيرات، لا يتم تنفيذ القرارات، ويجب أن تتم المحاسبة”.

خامنئي يحكم قبضته على السلطة

هذا وأشار الموقع قبيل الانتخابات، إلى أن “كلاً من خامنئي وروحاني اتبعا بالإجماع سياسة إجرامية أدت إلى “خسائر بشرية على نطاق واسع” واستخدما كورونا كذريعة وكأداة لمنع الاحتجاجات الاجتماعية. ونقل عن خامنئي قوله سابقًا أن “كورونا نعمة”.

و”يسعى خامنئي، وفقا للموقع، إلى إحكام قبضته على السلطة. ونتيجة لذلك، فإنه يُظهر بوادر التخلص من المهزلة “الإصلاحية” المزعومة. من ناحية أخرى، لم يرشح عن محادثات فيينا النووية أي حلول، بل على العكس تماماً، ازدادت حدة مشاكل النظام من خلال تورطه في عدد لا يحصى من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية، وانتهى الأمر بانزلاقه إلى مأزق جديد بينما إيران بحاجة ماسة إلى تخفيف العقوبات. ومع ذلك فهي لا تريد التراجع عن أي من سلوكياتها غير المشروعة التي ستؤدي إلى هلاكها”.

لن يتحسن الوضع قريباً

وكانت صحيفة “جاهان سانات” قد نقلت أن “إيران تمر في الظروف الحالية، بواحدة من أسوأ ظروفها الاقتصادية ولا يوجد أي احتمال بتحسن الأوضاع في القريب العاجل. حتى إن العديد من وسائل الإعلام التي تديرها الدولة تقر بأن النظام الإيراني قد دمر أسس الاقتصاد الإيراني في الـ 42 عامًا الماضية”.

ونقل عن لسان رئيس هيئة أركان روحاني، محمود واعزي، أن “ازدواجية النظام تأتي بنتائج عكسية بقوله: “الناس يدركون نفاقنا… من الأفضل عدم اختراق الثغرات في السفينة التي نركب على متنها جميعًا”.

كما أشارت الصحيفة إلى أن “خامنئي يتراجع عن موقفه العنيد ويقبل بشروط المحادثات النووية من أجل رفع العقوبات (…) نحتاج إلى بعض الاعتدال للبقاء في مأمن من عواقب الاحتجاجات الشعبية وانتفاضة الفقراء. لكن خامنئي ومسؤولين آخرين في النظام يقرون أنه في هذه المرحلة، لن يؤدي أي نوع من التراجع إلا إلى إضعاف النظام وتمهيد الطريق أمام المزيد من الاحتجاجات”.

المصادر: iranianvoicenewsmojahedin.orgNCRI

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً