الليموناضة السورية والقرارات المصيرية

الراجح
الراجح

في مرحلة من مراحل الزمن القريب سألت أحد كبار السياسيين “الحجاج” الى سوريا عن ظاهرة لفتت نظري وهي طريقة جلوس الزوار أمام الاسد بوضع ايديهم بين ارجلهم وضم القدمين بالقدر الممكن…

أجابني قائلاً: “سأحكي لك وبصراحة ما يجري من تفاصيل خلال رحلة الذهاب الى دمشق، نسلك المسرب الثالث على الحدود السورية، لكون المسرب الاساسي الاول لعامة الناس والثاني يُعرف بالطريق العسكري، أما المسرب الثالث فهو لجهاز الأمن السياسي حيث كنا نقف وندخل مكتب العميد فيسرع العنصر الامني في مكتبه لتقديم اليموناضة المثلجة لنا في فصل الصيف ومن دون الثلج في فصل الشتاء وبعد التحية والسلام والقليل من الكلام نتابع الى العاصمة دمشق والى فندق الشيراتون بالتحديد حيث ينتظرنا أحد ضباط الامن السياسي “المقيم” الدائم في الفندق الشهير فيدخلنا الى مكتب الامن وتقدم لنا الليموناضة بعدها تأخذ الرحلة مسارها إما إلى مكتب اللواء محمد ناصيف او الى مكتب نائب الرئيس عبد الحليم خدام واحياناً الى مكاتب الاثنين معاً وايضاً الليموناضة لكونها أساس الضيافة للوفود السياسية، وحين يحين الموعد الرئيسي مع “الرئيس” حافظ الاسد يدخل الضيف الى قاعة تسبق مكتب “الرئيس” فتقدم له الليموناضة وما ان يدخل الضيف ويجلس يؤتى له بالليموناضة…”.

تخيلوا كمية الليموناضة وتخيلوا حاجة الضيف لدورة المياه وفي هذه الحالة يبدأ الكلام بالمواضيع التي تحتاج الى جدل طويل يقدر عليه الاسد ولا مجال للسياسي الضيف إلا الموافقة السريعة على كل الطروحات حتى ولو كانت مصيرية ليضمن “الخروج الآمن” من الاجتماع وإلى دورة المياه…

الى كل الذين سيذهبون للتهنئة ولنقاش العلاقات المستقبلية مع بشار الأسد، الليموناضة بانتظاركم!!

شارك المقال