فواتير الاشتراك تحلّق في الإقليم… ولا التزام بالتسعيرة

احمد ترو
احمد ترو

فواتير الاشتراك في المولدات الكهربائية في إقليم الخروب لهذا الشهر تحلّق، ومختلفة تماما عن الأشهر السابقة، إذ سجلت أقل فاتورة نحو 400 ألف ليرة، وبالتالي لا يوجد أي التزام من أصحاب المولدات بتسعيرة الدولة للكيلوواط الذي حددته بـ5200 ليرة، وكل صاحب مولد يسعر الكيلوواط على كيفه.

الارتفاع الجنوني بالفواتير دفع أبناء بعض المناطق في الإقليم إلى تسكير الطرقات، والبعض الآخر إلى إلغاء اشتراكه، وصار يبحث عن سبل اخرى لتأمين التغذية الكهربائية لمنزله أو متجره، ومنهم من اكتفى بشراء بطارية لتشغيل الـ”واي فاي” وإضاءة “لمبة” واحدة فقط.

الحجّة الثمانينية أم محمد تقضي معظم أيامها في منزل ابنتها، ولا تمكث في بيتها سوى أيام قليلة، لكن فاتورة إشتراكها في مولد الكهرباء بلغت 400 الف ليرة. وتقول أم محمد لـ”لبنان الكبير”: “لا امكث في منزلي أكثر من اسبوع في الشهر، وفي بقية الأيام أكون في منزل ابنتي، ثم جاءت فاتورة الاشتراك مرتفعة جدا، مع العلم أن صاحب المولد لا يشغله إلا 5 ساعات في اليوم، وخلالها لا اشغل سوى “لمبة” وتلفزيون، فمن المستحيل أن أصرف هذه الفاتورة خلال الفترة القصيرة التي أمكثها في منزلي، لكن أصحاب المولدات مافيات ولا يرحمون، يرونني امرأة عاجزة فبيتمقطعوا فيي”.

بوضرغم: إذا لا يمكنهم الاستمرار… يتوقفوا

وفي السياق عينه، يقول مختار دميت عصام بوضرغم: “فواتير المولدات لهذا الشهر عالية جدا، إذ احتسب الكيلوواط بـ7000 ليرة، وهذا ما دفع أبناء المنطقة لقطع الطرقات أمس، والعديد من الناس اتخذوا قرارا بتعليق اشتراكاتهم. لدي محل بلغت فاتورة اشتراك المولد فيه ثلاثة ملايين ومئتي ألف ليرة على الرغم من عدم تشغيلي لمعظم البرادات، ومشتركو الـ5 “أمبير” يعانون ايضا فتأتي فواتيرهم ما بين الـ500 والـ600 ألف ليرة كحد أدنى، فكيف سنتمكن من الاستمرار في ظل الغلاء الفاحش”.

وعن اصحاب المولدات، يقول بوضرغم: “يدعي أصحاب المولدات الخسارة على الرغم من ارتفاع فواتيرهم، فإذا لا يمكنهم الاستمرار من الأفضل أن يتوقفوا عن العمل بهذه المصلحة، وبالتالي على البلديات أن تشرف وتنسق وتراقب عمل أصحاب المولدات للتأكد من صحة ادعاءاتهم”.

بطارية فقط للـ”واي فاي

يؤكد مختار برجا علي الزعرت لـ”لبنان الكبير” أن “كل ابناء برجا يتذمرون من الفواتير الباهظة التي سجلت هذا الشهر، فأقل فاتورة بلغت 400 ألف ليرة، إذ أصبحت تسعيرة الكيلوواط بـ5700 ليرة، معنى ذلك أنه في حال صرف البيت الواحد 100 كيلوواط فقط، ستصل فاتورته إلى 570 ألف ليرة، من دون أن ننسى رسم الاشتراك 60 الفاً، إذا هذه 630 ألف ليرة فاتورة 100 كيلوواط فقط، فكيف يمكن للمواطن أن يسدد هذه الفواتير في الوقت الذي يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور 675 ألف ليرة”.

ويضيف: “العديد من المواطنين يقولون انهم سيوقفون اشتراكاتهم لكن حقيقة لا أدري إذا فعلوا ذلك أم لا”. بطريقة عفوية صار الزعرت ينادي المارة قرب محله ويسألهم عن فواتير اشتراكاتهم لهذا الشهر، فأجابه الشيخ حسن وهو احد المارين: “750 ألفا الفاتورة، وسحبت الاشتراك واشتريت بطارية فقط للواي فاي”. كذلك فعل سعد الدين الذي بلغت فاتورته 800 ألف ليرة هو أيضا قرر إلغاء اشتراكه.

وعندما سألنا الزعرت هل اصحاب المولدات ظالمون أو مظلومون؟ أجاب: “يجب ان تحتسب كم يصرف صاحب المولد وعدد الساعات التي يشغّل فيها مولده، وعلى هذا الأساس تستطيع ان تحدد إذا كان ظالما أو مظلوما، فإذا كان يحصّل 200 مليون ليرة بالشهر، طبعا لا يجوز”.

شاهين: لا نستطيع الالتزام بتسعيرة الدولة

أما صاحب أحد المولدات محمد شاهين في بلدة كترمايا، فيقول: “بالتأكيد الفواتير لهذا الشهر عالية جدا، ومختلفة عن فواتير الأشهر الماضية، لأن كل الاسعار ارتفعت ونحن مضطرون لرفع الفواتير”.

وعن التنسيق بين أصحاب المولدات والبلديات، يقول شاهين: “لا يوجد أي تنسيق بيننا وبين البلديات، ولا حتى اي تواصل، وبالتالي البلدية غائبة عن السمع نهائيا، وحتى عندما تم عرض المازوت الإيراني علينا كان يجب أن ننسق مع البلدية لكنها لم تتواصل معنا، فالبلدية لا يعول عليها ابدا”.

وعن التزامهم بتسعيرة الدولة، يقول: “سعّرت الدولة الكيلوواط بـ5200 ليرة، على سعر صفيحة مازوت 244 ألف ليرة، لكننا لم نتسلمها ولا مرة بحسب هذه التسعيرة، فنحن نتسلمها بـ290 ألف ليرة وصولاً إلى 310 آلاف ليرة اليوم، والدولة تسعر المازوت باللبناني ونحن نشتريه بالدولار، لذلك لا نستطيع أن نلتزم بتسعيرتها”.

شارك المقال