الموسيقى في لبنان… مقاومة بوجه الانهيار

جنى غلاييني

من دون موسيقى تفقد الحياة لذتها ومعناها، وهكذا لبنان فقدت الحياة فيه كثيرا من معناها حين توقفت الموسيقى عن الاستمرار في نشر رسالتها الفنية، بعدما أفسدت الأزمة الحالية كل ما هو جميل لتسكت رنين الآلات الموسيقية ويعلو بدلاً منها أنين أوجاع الناس.

قطاع الموسيقى في لبنان وعلى الرغم من هول المصائب، لا يزال يبحث عن بقعة ضوء تحييه وتحيي ما بقي من هذا البلد الذي لن يفقد الأمل بصمود شبابه.

ويقول قائد الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية، المايسترو أندريه الحاج، لـ”لبنان الكبير”: “الموسيقى في لبنان لم تتأثّر بكورونا أكثر من تأثّرها بالأزمة الاقتصادية، وحاليّاً نحيي حفلاتنا في مهرجان البستان الدولي للموسيقى. وبالفعل نحن كموسيقيين نعاني أزمة معيشية، ولهذا السّبب هناك العديد منهم على أبواب الهجرة، فالبعض قرّر الرحيل بحثاً عن ظروف معيشية أفضل، والبعض الاخر جاءته عروض للعزف في الخارج، أما من لا يزالون في لبنان فاذا سنحت لهم هذه الفرصة لن يتردّدوا أبداً”.

ويرى أن “بال اللبنانيين في مكان آخر بعيداً عن الموسيقى، فهم منشغلون في تأمين المواد الغذائية التي أصبحت أسعارها فوق الخيال وفي محاولة الحصول على الدواء الذي أصبح صعب المنال بسبب انقطاعه، فكيف لهم أن يفكّروا في الموسيقى والهم الأساس يطغى على مجتمعنا؟”.

وعن كيفية تأمين الموسيقيين دخلهم في ظل هذه الأوضاع المعيشية التي أدت الى شبه التوقف عن العزف حالياً، يوضح الحاج أن “بعض الموسيقيين لديهم وظيفة ثابتة مثلهم مثل أي موظّف في القطاعات الأخرى، تدر عليهم دخلا شهريا يعتاشون منه”.

وعن واقع المهرجانات التي كانت تقام بحضور جمهور كبير، يقول الحاج بأسف: “كانت بطاقات الحضور لحفلات مهرجان البستان في السابق تنفد قبل الموعد بوقت طويل، ولكن اليوم يعد الحضور مقبولاً نظراً الى الأوضاع المالية. ومدّة الحفل ساعة ولكن التمارين في الواقع تستغرق بين 6 أو 7 أيام قبل ذلك، وهنا تكمن المشكلة ففي هذه الأيام نحتاج الى تأمين مادي قبل أي شيئ مثل المازوت والبنزين للموسيقي الذي يأتي كل يوم وربما من مسافة بعيدة عن بيته”.

ويؤكد أن “سعر البطاقة لمهرجان البستان مدروس جداً وبطريقة تناسب الجميع، ونحن كموسيقيين نحاول جاهدين أن نحيي أمل لبنان وأن نفرح قلوب اللبنانيين وننسيهم همومهم”.

ويوجه الحاج رسالة الى كل الموسيقيين في لبنان بأن “يستمرّوا في تدريب أنفسهم ويتحمّلوا قليلاً ما يمر به لبنان من أزمات، لأنّه أعطانا الكثير وحان الوقت لنعطيه نحن وعدم الاستغناء عنه، فهذه الأزمات مؤقتة وليست دائمة”.

شارك المقال