إحتراق ألواح الطاقة الشمسية… رداءة النوعية و”دخلاء” على المهنة

تالا الحريري

إقبال اللبنانيين على الطاقة الشمسية ازداد في الآونة الأخيرة ولم يعد معروفاً ما إذا كانت كل القروض المسحوبة من المصارف تذهب لشراء منزل أم طاقة شمسية. ففي ظل أزمة الكهرباء وغلاء المازوت وإحتكار أصحاب المولدات، فضّل الكثيرون دفع مبلغ كبير لمرة واحدة لتركيب طاقة شمسية ليرتاحوا بعدها مدى الحياة، على أن يعانوا من زيادة تكاليف المولدات كل شهر. وعلى الرغم من سعرها المرتفع الذي يختلف من شركة الى أخرى إلّا أنّها تريح صاحبها، فما عليه إلّا أنّ يشحنها صباحاً وظهراً لتفي بالغرض طيلة النهار والليل. ولكن مؤخراً بدأنا نسمع عن ظاهرة إحتراق ألواح الطاقة الشمسية في بعض المناطق، وهذا يعود إلى أنّها مستعملة أو ذات نوعية غير جيدة.

في هذا السياق، أوضح المختص في خدمة الأتمتة والطاقة الشمسية محمد أحمد فرحات لـ”لبنان الكبير” أنّ سبب تعطّل هذه الطاقة يرجع إلى “رداءة المواد المستعملة العائدة إلى نوعية الألواح التي تدخل إلى لبنان، وتكون غير مطابقة للمواصفات وغير جاهزة للتركيب. ثانياً طريقة توصيل الألواح، إذ يجب أن تكون وصلات الـMC4 موجودة عليها، لكن الكثير من الفنيين يقوم بقطع هذا الشريط وتوصيله بطريقة مباشرة، ما يجعل الألمنيوم الموجود في كابل اللوح يحتك مع النحاس ما يؤدي إلى تفاعل ومن ثم حريق”.

أضاف: “بالنسبة الى وصلات الـMC4 يجب أن يوضع لها قصدير بعد تكبيسها بصورة جيدة حتى لا يبقى فراغ بينها وبين الوصلات الأخرى. وبالتالي كل هذه العوامل المذكورة هي التي تحدد سماكة الكابل. كما أنّ هناك عاملاً إضافياً مهماً يسبب الحريق وهو أن جزءاً من الطاقة يقع في الظل طيلة النهار، بينما الجزء الآخر يتعرض للشمس وبالتالي هذه كارثة لأنّ جزءاً تصله كهرباء بينما الآخر لا تصله أبداً”.

وعن وجود دخلاء على هذه المهنة، اعتبر فرحات أنّ “بائع الخضار أصبح يركّب طاقة شمسية، وأي شخص يمتلك معلومات عن الكهرباء بات أخصائياً في تركيب هذه الطاقة. والكوارث تظهر عندما نذهب للكشف فنرى أنّ أدنى درجات الحماية غير موجودة، عدا عن وجود كابلات بأرخص الأسعار وبالتالي تكون خطيرة جداً”.

وأكد أنّ “البطاريات أيضاً عنصر أساس في الطاقة الشمسية لأن فيها تخزّن الطاقة. هذا العنصر لا يزال ضعيفاً في الطاقة الشمسية، ما يدفع صاحبها إلى تغييرها كل سنة وذلك في حال إستعملت نوعيات رديئة كبطاريات الـacid العادية التي يمكن أن تتعطل خلال 6 أشهر أو سنة. بطاريات الـgel أفضل قليلاً حسب عدد الـcycles ونوعيتها. أمّا بطاريات الـlithium فهي الخيار الأفضل”، لافتاً الى أنّ “المواد التي كانت تدخل قبلاً هي الأوروبية ولكن اليوم باتت غير موجودة في السوق أو قليلة جداً”.

أمّا بالنسبة الى عمر هذه الطاقة، فغالبيتها “صينية، تركية، أردنية، أو سعودية. ويتراوح عمرها بين 12 و25 سنة، لكنها تخسر سنوياً قليلاً من كفاءتها يعني بدلاً من أن تعطي 500 وات تعطي 490 وات”، بحسب فرحات، الذي أوضح أن “العمر الافتراضي للعاكس في الطاقة الشمسية Inverter حددته الشركة بين 5 – 10 سنوات وله صيانة خلال هذه الفترة”.

أمّا سعر تركيب الطاقة فيرجع إلى “حساب الكيلووات في الساعة لكن إجمالاً يناهز الـ4000 دولار. وأقل من هذا المبلغ تبدأ النوعية بالتراجع وبالتالي يصبح المستخدم بحاجة إلى الاقتصاد في إستخدامه أو ستنتج عن ذلك مشكلات كثيرة”.

شارك المقال