أين أصبحت كورونا؟

تالا الحريري

ينطلق هذا الموضوع من تساؤل يتجدد دائماً: أين أصبحت كورونا؟ هذه الجائحة التي لم تغب تماماً إلّا أنّ الناس تناستها، مع غياب الافادة عن جديدها باستمرار في الاعلام، اثر انشغاله بتسليط الضوء على الحرب الروسية -الأوكرانية في بداياتها. ولم تعد الناس اليوم تبالي بالاصابات أو حالات الوفاة، حتى أن الكمامات غابت بصورة كبيرة عن الأوجه، وعاد التزاحم والتجمعات كما من قبل، وعادت الحياة إلى وتيرتها على الرغم من وجود فيروسات أخرى استجدت إلى جانب كورونا.

الغريب أنّ كل شيء في السابق كان يُربط فوراً بكورونا، أي حالة وفاة أو حمى أو أي عارض سببه هذا الفيروس. ولكن اليوم اتسعت الاحتمالات أكثر لدى الناس والأطباء، وصاروا يميّزون ما إذا كان المرض إنفلونزا أو نزلة برد عادية، وباتت كورونا في آخر الاحتمالات التي يفكرون فيها.

إنّ إختفاء كورونا كفيروس فتّاك أو تراجع حدّته أمر إيجابي بالطبع، ولكن تراخي الناس بشأنه وتناسيه عن قصد ليس بالأمر الجيّد وقد يؤدي إلى نتائج سلبية لاحقاً، مما قد يدفع إلى إنفجار صحي كما يحصل في كل موسم.

ولا تزال منظمة الصحة العالمية ومراكز الأوبئة والدراسات والأبحاث تسعى الى التشديد على أهمية اللقاح كونه الحل الأمثل حتى الآن للحماية والوقاية من كل الفيروسات الموجودة حالياً كجدري القرود وغيره وليس كورونا فقط.

وعلى الرغم من هذا الاهمال الذي يعيشه جزء كبير من الناس ليس في لبنان وحسب، بل في العالم أيضاً، سجلت مليون حالة وفاة بفيروس كورونا منذ بداية العام 2022 أي منذ شهر كانون الثاني، حسب منظمة الصحة العالمية، التي دعت الحكومات الى تسريع التطعيم في وقت لم يحصل فيه ثلث سكان العالم على اللقاح بعد. وأنشأت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وشركاؤهما، هذا العام، شراكة لتوفير اللقاح ضد فيروس كورونا. وتهدف هذه الشراكة الى تسهيل توزيع الجرعات في 34 دولة التي كان مستوى التطعيم فيها أقل من 10%، وتقع جميعها في أفريقيا باستثناء ست دول منها.

وفي الاطار نفسه، لا يستبعد مركز غاماليا الروسي لأبحاث علوم الأوبئة والأحياء الدقيقة، ظهور طفرات أكثر خطورة لفيروس كورونا. وأوضح رئيس المركز ألكسندر غينسبورغ أنّ “دلتاكرون بصفتها سلالة هجينة بين متحوري دلتا وأوميكرون، قد أظهرت قدرة عجيبة على التغير، الأمر الذي يدل على احتمال ظهور طفرة أكثر خطورة من فيروس كورونا”.

وأشار الى أن “سلالة دلتاكرون تستعرض قابليتها لتغيير فيروس كورونا، وقدرتها الكامنة عالية جداً. وليس بإمكانها تقديم طفرات منفردة فحسب بل واظهار طيف واسع من الطفرات، بما فيه طفرة خطيرة لفيروس كورونا لكنّها لا تشكّل في الوقت الراهن خطورة كبيرة على السكان ويمكن ألا تؤدي إلى اندلاع وباء واسع النطاق”.

شارك المقال