طيور لبنان مهددة… ولا رادع للمعتدين

فدى مكداشي
فدى مكداشي

لطالما عرف لبنان، الذي يقع على أهم مسار لهجرة الطيور في الشرق الأوسط، بمنطقة عنق زجاجة وعبور بالنسبة الى مختلف أنواع الطيور المهاجرة التي تعبره خريفاً باتجاه الجنوب أثناء هجرتها من مناطق تفريخها في أواسط وجنوب شرق أوروبا وشمال غرب آسيا، ملتفة حول السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط باتجاه المناطق الدافئة في وسط أفريقيا وشرقها لكي تقضي فصل الشتاء هناك، ثم تعاود هجرتها شمالاً من جديد مع قدوم فصل الربيع مغادرة أفريقيا باتجاه مناطق تفريخها وتكاثرها في شمال أوروبا ووسطها وجنوبها.

ويكشف مدير البرنامج الإقليمي للصندوق الدولي للرفق بالحيوان IFAW الدكتور نابغ غزل أسود في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “عبور هذه الطيور لبنان محفوف بالمخاطر العديدة وعلى رأس هذه المخاطر والمهددات الصيد العشوائي والاتجار غير القانوني بالطيور التي يتم مسكها وصيدها بالشباك والأفخاخ وكذلك استخدام الدبق للامساك بالطيور المغرّدة الصغيرة. ولذلك، فإن معالجة هذه المهددات ومراقبتها للتغلب عليها هي الحل الأنجع والذي يتحقق من خلال التوعية الهادفة والموجهة لإشراك الفئات التي يمكن أن تساعد مستقبلاً في حل هذه المشكلة، إضافة الى ضرورة تطبيق القوانين الرادعة بحق المخالفين وتجريمهم وإدراج الجرائم ضد الحياة البرية ضمن تلك المسائل المهمة التي يجب أن ينظر اليها القانون بجدية وأكثر صرامة”.

وبالنسبة الى رعاية الطيور التي تتعرض لهذه المخاطر، يعتبر أن “تقديم العلاج الملائم والرعاية الصحيحة والمأوى المناسب لعلاجها من المختصين أو تحت اشرافهم هو الحل الأمثل لرعايتها ومن ثم اطلاقها الى البرية من جديد مع توعية المجتمع على الأخطار التي تواجهها ضمن مسار هجرتها في لبنان وما وراءه أيضاً”.

أنواع وأرقام

ويقول أسود: “يصادف في لبنان العديد من أنواع العُقبان والنسور والصقور وكذلك الطيور المائية وطيور اللقلق والرهو وأنواع الجواثم، بعض هذه الأنواع مدرج ضمن لائحة الأنواع المهمة للحفاظ كونه من المهدد بالانقراض وفق معايير الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة IUCN”، لافتاً الى “تسجيل ما يصل إلى 408 أنواع من الطيور سواء المقيمة والعابرة والمهاجرة في لبنان، ولكن ممارسات الصيد العشوائية والاتجار غير القانونية سوف تغير هذه الاحصائيات عن الطيور، إذا لم نبادر الى حمايتها الآن”.

أما رئيس الجمعيّة اللبنانيّة للطيور المهاجرة LAMB الدكتور ميشال صوّان فيشير إلى الطيور المهددة بالانقراض بسبب الصيد العشوائي “وهذه مشكلة باتت سنويّة على الرغم من أن لبنان كان قد وقّع على قوانين كبيرة ضمن بروتوكولات تحمي هذه الطّيور”، موضحاً أن “هناك 41 نوع طير تمرّ في لبنان ولا تزال المجازر تزداد أكثر والطيور النادرة المهددة بالانقراض تأتي الى هنا مصابة أو ميّتة سنويّاً”.

إطلاق 3 طيور جارحة

ويشرح صوّان أن “ثلاثة طيور جارحة أطلق سراحها في محميّة إهدن الطبيعيّة وهي حوام السهول (long legged buzzard)، الحدقة السوداء (black kite) وعقاب مرقط صغير (lesser spotted eagle) ، النوع الأول مميّز بطول ساقيه ليصطاد فريسته ويأكلها. والنوع الثاني اتّهم بإشعال الحرائق في الغابات لأنه مشاغب. أما النوع الثالث فهو نسر صغير جبان قليلاً لأنه متعالٍ ولديه من نفسه”.

ويشدد على “أهميّة هذا الحدث الذي هو بمثابة توعية مجتمعيّة للاهتمام بهذه الطيور المهاجرة لأنها طيور مشتركة بيننا وبين أوروبا وأفريقيا أي ليست في دولة واحدة وحسب، وكلها تفيد الطبيعة”، مؤكداً أن “كل ما نفعله بالنسبة الى الطيور يرتد علينا سواء كان إيجابيّاً بحمايتها، أو سلباً بإطلاق النار عليها أو أذيّتها”. ويطالب بأن “يتصرّف الجميع بمسؤوليّة ووعي تجاهها وتسليمنا أي طير مجروح سقط على الأرض لكي نتمكّن من الاهتمام به ورعايته”.

شارك المقال