إنتشار الكوليرا في المخيمات بقاعاً… وتحذيرات من الليطاني!

راما الجراح

الأزمات لا تأتي فُرادى في لبنان، وجديدها إنتشار وباء الكوليرا الذي يرتفع عدّاد الإصابات به يوماً بعد يوم. وكان رئيس فريق الكوليرا وأمراض الاسهال الوبائي في منظمة الصحة العالمية الدكتور فيليب باربوزا حذر في مؤتمر صحافي في جنيف في 30 أيلول الماضي من أنّ معدلات تفشي مرض الكوليرا تشهد زيادة مقلقة عالمياً بعد سنوات من الانخفاض، وأنّ الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي وحده شهدت إبلاغ 26 دولة بالفعل عن تفشيه مقارنة مع أقل من 20 دولة في المتوسط بين العامين 2017 و2021.

وبرز إنتشار الكوليرا مؤخراً في منطقة البقاع حيث رصدت حالات عدة جميعها موجودة في مخيمات للاجئين السوريين بين بلدتي قب الياس وبرالياس، وعقب ذلك، رفع سعيد ياسين رئيس بلدية مجدل عنجر، البلدة الحدودية مع سوريا والتي تضم مئات المخيمات، الجهوزية التامة للبلدية والطواقم الصحية في البلدة والمسؤولين عن المخيمات (أشاويش) خلال اجتماع طارئ عقد في القصر البلدي، حضره فرق الدفاع المدني في البلدة وشرطة البلدية وممثلو الهيئات الصحية والاغاثية ومسؤولو مخيمات النازحين. وخلص الاجتماع إلى اتخاذ الاجراءات الوقائية والاحترازية ومنها: منع استقبال أي شخص أو ضيف من أي مخيم آخر داخل البلدة وخارجها وسهول مجدل عنجر، والابلاغ السريع عن أي اشتباه بأية حالة. كما شدّد ياسين على وجوب ضبط المخيمات أمنياً والابلاغ عن أي حالات مشبوهة في هذا المجال، كاشفاً أنّ وزارة الصحة العامة والجهات المعنية ستقوم الأسبوع المقبل بجولة على المخيمات.

في هذا السياق، رأى رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك بيئة حاضنة لانتشار الكوليرا، بحيث تصب المجاري الصحية في الأنهار إضافة الى وجود الكثير من جور الصرف الصحي بجانب آبار المياه، وهناك خوف جدي من نهر الليطاني لأن بعض المجارير في القرى والبلدات والمخيمات تصب فيه. وكما هو معلوم في لبنان أن مياه الصرف الصحي غير معالجة، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال الجرثومة إلى البحر وتتكاثر هناك، ما سيعرّض من يسبح للإصابة بالكوليرا، وفي حال كانت المياه التي تستعمل للشرب أو الجلي أو غسيل الفواكه والخضراوات، بجانب مياه الصرف الصحي كما في بعض مخيمات اللاجئين، فإنّها ستحمل الجرثومة ما يسبب انتقال المرض، والحال نفسه إذا كانت مياه الصرف الصحي تستعمل لريّ الخضر والفواكه، والتي ستحمل الجرثومة على سطحها، وإذا لم تغسل بالطريقة الصحيحة، ستعرّض الأشخاص للانتقال والاصابة”.

وأوضح أن “الكوليرا لو انتشرت بصورة كبيرة فخطورتها أقل بكثير من انتشار كورونا، لأنها جرثومة قديمة بينما كورونا كانت جديدة على العالم أجمع، وحتى اللحظة الانتشار ليس كبيراً حتى أنه لا يفترض أن يدخل كل المصابين الى المستشفى وتأمين الأمصال لهم في البيوت، وفترة الحضانة للكوليرا بين يومين إلى 5 أيام، والطُعم غير موجود في لبنان ولكن العلاج متوافر الآن”.

الإسهال الحادّ الذي يسبّبه الكوليرا خلال 24 ساعة يؤدي إلى خسارة ليتر من سوائل الجسم، وإذا لم يتم تدارك الأمر على فترة يومين أو ثلاثة، فسيؤدي ذلك إلى فشل كلوي، وغياب عن الوعي، وتوقف وظائف القلب، وصولاً إلى الوفاة” بحسب عراجي، الذي نصح بإتباع إحدى الحلول السهلة وهي وضع قطرات من الكلور في خزان المياه، وبعد دقائق تصبح نظيفة وصالحة لغسل الفواكه والخضار وجميع الأطعمة.

ودعا عراجي منظمات المجتمع الدولي إلى ضرورة “الرقابة على مخيمات اللاجئين واتخاذ التدابير اللازمة، بعدم استعمالهم أي مصدر غير موثوق للمياه والانتباه من المياه الملوثة لأنها السبب الأساس للاصابة بالكوليرا، إضافة إلى القيام بدورات توعية عن ذلك”. وحض جميع اللاجئين واللبنانيين على اتباع الوقاية من خلال غسل اليدين بصورة متكررة، وعدم شرب مياه ملوثة، وتنظيف الطعام جيداً، والالتزام بهذه الارشادات يمنع انتشار الكوليرا.

شارك المقال