مؤشرات كورونا تحلّق في لبنان… والمستشفيات ترفع جهوزيتها

تالا الحريري

بعد موجة كورونا التي ضربت الصين ورفعت الاصابات إلى ما فوق الـ32 ألف حالة، عاد عداد الاصابات في لبنان والدول المجاورة الى الارتفاع، وسط توقع موجة قريبة ليس بسبب ما حصل في الصين وحسب، بل بسبب الغياب الكلي للاجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة، هذا إلى جانب موسم الأعياد وفصل الشتاء اللذين ساعدا في حركة كل الفيروسات وسرّعا في الاصابات. ليس غريباً عودة العداد إلى الارتفاع، فبعد كل موسم أعياد تزيد الاصابات مرة واحدة نتيجة الاختلاط الكثيف والتجمعات. ومع فصل الشتاء تكثر حالات الرشح وما يصاحبها من التهابات في الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي وآلام في الرأس والجسم.

ونظراً الى ارتفاع مؤشرات كورونا في لبنان، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض في مؤتمر صحافي أنّ “عدد الحالات في لبنان إلى تزايد، إذ ارتفعت فحوص الـPCR الايجابية إلى 12.7%، حتى أنّها كانت قد بدأت ترتفع منذ شهر كانون الأول 2022 بنسبة 5.5 – 6%”.

وحسب المؤشرات الوبائية التي سجلتها فرق الترصد، فإنّ المعدل اليومي للاصابات بات يسجّل 108 حالات بعدما كان سابقاً بين 30 و40 إصابة فقط. أمّا عدد المرضى في المستشفيات فهو 71 مريضاً بكورونا، 17 منهم في العناية المشددة، و4 على أجهزة التنفس. ولكن حسب الوزير فإنّ “الوضع لا يزال تحت السيطرة، وبعد تواصل وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية قالت إنّه ليست هناك متحورات جديدة في الموجة الموجودة في الصين، بل هي بسبب سياسة صفر كوفيد التي اعتمدتها الصين ما لم يشكل المناعة المجتمعية”.

وبما أنّ العوامل المجتمعية والمناخية نشّطت الانفلونزا وكورونا، إتخذت وزارة الصحة إجراءات من ضمنها برنامج الترصد الوبائي الموجود على أقصى درجة من التأهب، إذ أوضح الأبيض أنّهم على تواصل مع حالات الاصابة “للاطلاع على الوضع الحالي للوباء، ولنرى إذا كان الوضع يتطلب رفع سقف الاجراءات المطلوبة”. وقد أمّنت وزارة الصحة فحوص الـPCR بأسعار مخفضة جدّاً في عدد كبير من المستشفيات الحكومية.

وبناءً على طلب الوزير، تعمل المستشفيات الحكومية والخاصة على زيادة الجهوزية وإعادة فتح الأقسام التي أقفلت وتجهيزها. فيما تم تأمين اللقاح بالتعاون مع فرنسا التي قدمت كمية كبيرة من اللقاح الجديد Bivalent، الذي يحارب بصورة أفضل، إذ يعطي مناعة ضد المتحور أوميكرون كونه المسيطر حالياً والمنتشر وليس المتحورات القديمة فقط. وهذا اللقاح بات متوافراً في مراكز اللقاح مجاناً وينصح بإعطائه للأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة كالكبار في السن ومن يعانون من أمراض مصاحبة وأمراض في المناعة.

أمّا بالنسبة الى الاجراءات العامة فلن تكون هناك تدابير الزامية، بل يقتصر الأمر على إعطاء الارشادات التي تشجع الناس على إستعمال أساليب الوقاية الشخصية مع ضرورة وضع الكمامة.

ونصح الأبيض كل المؤسسات العامة والصحية والتربوية وغيرها ب “إعادة دراسة موضوع الاجراءات الوقائية والالتزام بها، وأن يتلقى العاملون الصحيون لقاح كورونا والانفلونزا ليس لحماية أنفسهم وحسب، بل لحماية المرضى كذلك”. وقال: “نظراً الى الوضع الراهن لا نرى أنّ هناك داعياً لاعادة فرض الـPCR على المطار أو التوجه إلى إقفال المدارس”.

شارك المقال