جلسات التدليك بالفريش… راحة أم هم؟

جنى غلاييني

اذا عاد اللبناني الى الوراء، أي الى أيام الـ 1500، سيتذكّر أنّ مراكز التدليك أو “المساج” حينها كانت تعتبر غالية قياساً الى بقية الأمور، فساعة التدليك كانت تصل الى 150 ألف ليرة أي 100 دولار، واليوم بقي السعر بالدولار على حاله ليطال الانهيار الكبير الليرة، فكيف أثر ذلك على مراكز التدليك في ظل الأزمة الحالية؟

تشير جوليانا م. موظفة في أحد مراكز التدليك في شارع الحمراء لموقع “لبنان الكبير” الى إقبال الناس على هذه المراكز في فترة عيد الحب، ونظراً الى تقديم غالبيتها عروضاً جيدة تجذب الشخص لتقديمها كهدية لشخص آخر أو الافادة منها شخصياً، لذا فالاقبال أكثر من جيد.

وتؤكد أن ليس هناك أي مركز تدليك لا يقوم بتسعير جلساته بالدولار، ولكل جلسة تسعيرة.

وتقول: “حتى الاقبال على مراكز التدليك في الفترات العادية التي لا أعياد فيها يكون مقبولاً إجمالاً، والزبائن في غالبيتهم هم من المغتربين أو الأجانب، وبالتأكيد يكون الدفع بالفريش دولار وإما على سعر صرف السوق السوداء”.

وتعتبر أن “وضع تعرفة لجلسات التدليك بأسعار مرتفعة يعد شيئاً طبيعياً، فتماشياً مع أسعار السلع التي نحتاجها والفواتير الشهرية التي نسددها بالطبع ستكون مرتفعة، لأن أهم عاملين في تسيير عمل مركز التدليك هما الكهرباء والمياه”.

حتى الراحة والانتعاش باتا غير متوافرين إلّا بالفريش دولار الذي سيطر على كل نواحي الحياة المعيشية للبناني.

جان حمود، يعمل في أحد المستشفيات، كان ينوي إهداء جلسة تدليك بكل مميزاتها لخطيبته في عيد ميلادها، ولكن بعد البحث الطويل والتواصل مع عدد من مراكز التدليك في بيروت لم يجد ما يناسب جيبه، ويشرح: “تواصلت مع أكثر من 7 مراكز تدليك ولكن لم أجد واحداً يطلب أقل من 50 دولاراً لجلسة ليس فيها أكثر من ميزتين، ومدتها 40 دقيقة كحد أقصى، ولا أعتبرها هدية قيمة، لذا استبعدت فكرة إهداء package تدليك خصوصاً أن معظم المراكز يطلب الدفع بالفريش دولار”.

أما آنجي التي تجد المتعة في مركز التدليك المفضل لديها والتي اعتادت الذهاب إليه سابقاً مرة واحدة كل شهرين، فأصبحت اليوم تعوّد نفسها على عدم الذهاب إلّا مرّة واحدة كل 5 أشهر نظراً الى ارتفاع ثمن الجلسة وغلاء المعيشة واضطرارها الى تأمين الضروريات والاستغناء عن الرفاهية. وتقول: “كنت ألجأ في السابق الى مركز التدليك كلما شعرت بالارهاق والتعب ولكن اليوم لا يمكنني فعل الأمر نفسه، على الرغم من ازدياد الارهاق والتعب والتفكير، فالهموم المعيشية أصبحت لا تنتهي، وتأمين مبلغ لجلسة تدليك تخفف عن أنفسنا وتريح أجسامنا صار هماً!”.

شارك المقال