اللبناني يبيع “اللي فوقه واللي تحته” ليعيش!

جنى غلاييني

بدأت المراحل الأصعب والأخطر لكل لبناني لا يدخل الى جيبه إلّا الليرة اللبنانية وربما القليل من الدولار إن وجد. وبعدما حاول المواطن “المعتر” أن يحارب على أكثر من جبهة لتأمين لقمة عيشه، وجد واحدة ربما تفيده في ربح القليل من المال… وهي بيع ثيابه أو أغراض بيته!

نعم، مع الأسف أوصلت الأزمة الاقتصادية المواطن الى عرض ثيابه وأغراضه المستعملة للبيع كي يستطيع تأمين مبلغ يدبّر فيه ما يحتاج اليه من مأكل ومشرب. فالكثير من الصفحات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض كل ما يخطر ولا يخطر على البال، وخصوصاً الملابس المستعملة إن كان أصحابها في غنى عنها أم لا.

سعاد ح. أم لطفلين وعاطلة عن العمل، تشرح لموقع “لبنان الكبير” كيف وجدت نفسها في مجموعة على تطبيق “واتساب” تعرض ملابسها أو أغراض منزلها للبيع. وتقول: “الأوضاع تزداد سوءاً ومعيشتنا تنهار، فزوجي يعمل كهربائياً في مهنة حرة، ولكن نجد أنفسنا غير قادرين على تأمين شيء للمنزل أو لأطفالي، فوجدت العديد من المجموعات على الفيسبوك التي تقوم بعرض الأشياء المستعملة، وبعد التواصل معها دخلت الى مجموعة على الواتساب وبدأت بتصوير قطع من ثياب أطفالي التي أصبح مقاسها صغيراً عليهم، وأخرى من ثيابي التي لا ألبسها كثيراً أو أحذية وحتى أي شيء في المنزل لا يعتبر وجوده ضرورياً كخزانة اضافية أو طاولة أو الزجاجيات التي توضع على الطاولة، وأرسل كل ذلك الى المجموعة مع السعر فتقوم بعرضها على الفيسبوك، وحتى الآن بعت ثلاثة أشياء والمردود كان 800 ألف ليرة ويمكن تقديرها بسعر أغراض طبختين”.

“الوضع لا يحتمل” هكذا يعبّر عدنان ج. عن حالته المعيشية، وقد وجد نفسه مضطراً الى بيع ما في منزله. يقول: “بدأت منذ شهر ببيع أحذيتي التي تعد غالية نوعاً ما وعدد من جاكيتاتي، حتى أختي جعلتها تبيع عدداً من فساتين السهرة التي لا ترتديها كثيراً، وكل هذا لتأمين سعر الدواء لوالدتي، فأنا أعمل على سيارة أجرة ولكن الرزق قليل جداً، وقبل أسبوع قمت ببيع الصوبيا التي تحتاج كل أسبوع أو أسبوعين الى قارورة غاز، وفي الغالب سأعرض تلفاز البيت للبيع أيضاً”. ويضيف: “الحال تعتير والى أين سنصل أكثر مما وصلنا إليه لا أحد يعلم، فغالبية اللبنانيين تعيش تحت رحمة الدولار والعترة على الفقير كحالي وحال عائلتي”.

أمّا نجين ح. التي لا تزال طالبة جامعية فوجدت الحل المناسب لتأمين مصروفها ببيع قسم من ثيابها ذات الماركات الأصلية لرفيقاتها، ولم تقف عند هذا الحد فقط، بل قررت شراء ثياب جميلة من “البالة” وغسلها لتعرضها على صفحة أنشأتها على “انستغرام”، وتقوم ببيعها. وتوضح: “عرضت على رفيقاتي الكثير من ثيابي وبعت قسماً منها، ولكي أستمر في تأمين مصروفي وعدم طلب المال من والدي لأنه غير قادر على ذلك، بدأت بشراء ثياب سهرة من البالة وأقوم بغسلها وكيها وبيعها بسعر مناسب”.

شارك المقال