“كل تقليعة بتصليحة”… ماذا يحصل على طريق المرج؟

راما الجراح

اعتدنا على طرقات لبنان المهملة والمزفتة بالفساد، لا بنى تحتيه، ولا سلامة مرورية، الحفر فيها كالأودية، ينزل فيها دولاب سيارتك وأنت وحظك إذا كان هناك محل ميكانيكي قريب من الحفرة، وإلّا تبهدلت!

الوضع مُبكٍ فعلاً، تفلت جماعي بين الدولة والمواطن من الأخلاق، حتى أصبح الخروج بالسيارة كاللعب بعدّاد الحياة، إشارات سير شكلية، ورجال أمنٍ يحاولون تنظيم السير بما تيسر، مواطنون أثقلتهم هموم الحياة وعند أول نظرة بسبب تمرير سيارة يقع الاشكال، شوارع مظلمة، وكأنها حفلة جنون موجعة لا نعرف نهايتها.

عن طريق المرج وصولاً إلى ١٢ بلدة في البقاع الغربي، قرر مجلس الإنماء والإعمار البدء بأعمال الصيانة والتأهيل للبنى التحتية على هذا الطريق من أجل محطة التكرير لنهر الليطاني. المشروع ممتاز لولا “الـ ١٠٠ علّة” التي تحيط به، فبعدما كنا نتغنى بهذا الطريق الجالس، المزفت، والذي يعتبر من أهم طرقات البقاع، وصلة وصل بين غالبية البلدات في هذا القضاء، أصبح عبارة عن رحلة موت للسيارة وصاحبها، وكل “تقليعة بتصليحة”، واللوم الأول من الأهالي كان على بلدية المرج بإعتبارها المسؤولة عن الحال التي وصل إليها الطريق، بحسب رأيهم.

شكا عدد من الأشخاص من مختلف العوائل والقرى مصيبتهم لموقع “لبنان الكبير”، وقال أحدهم: “على الرغم من أن المحروقات ترتفع أسعارها يومياً إلا أنه كان ينقصنا تصليح السيارة بصورة شبه يومية، اذ لا يمكنك أن تمر على هذا الطريق أكثر من ٣ الى ٤ مشاوير إلا وتشعر برجة في السيارة، وتُسرع إلى الميكانيكي للمعاينة والتصليح، الوضع غير مقبول، والبلدية عمياء وطرشاء!”.

ولتوضيح الصورة أكثر ومعرفة تفاصيل ما يحصل، تواصل موقع “لبنان الكبير” مع رئيس بلدية المرج منور جراح الذي أكد أن “هذا المشروع قائم مباشرة بين مجلس الإنماء والإعمار والمتعهد (شركة حمود) والبلدية تطالب بصورة يومية بإنهاء الأعمال في أسرع وقت ممكن على طريق المرج لأن الكيل طفح، والمواطنون يضعون البلدية (ببوز المدفع) ولكن الحقيقة غير واضحة للجميع وحان وقت تفنيد المشكلة”.

وقال: “العمل في مشروع كهذا يكون عادة على مراحل، ولكن طريقة التعاطي غير مقبولة، كل أسبوع يعطونا كمية قليلة من الديفنو لاغلاق الجور على الطريق ولكن هذا لا ينفع، وخصوصاً أن المشروع مهم جداً لإعادة تأهيل الصرف الصحي لحوالي ١٣ بلدة في البقاع الغربي من أجل محطة التكرير، وللأسف العمل بطيء ورديء ولا يعملون بضمير، ومنذ سنة تواصلت مع وزير الأشغال الذي تدخل لمنعي من وقف المشروع لأنني رأيت فيه تقاعساً في العمل، ومنذ ذلك الحين الوزارة أساساً غائبة، ويبدو أن العمل لا يزال طويلاً على هذا الطريق”.

أضاف: “بالنسبة الى التزفيت هناك مرحلة ثانية، ولكن بعد أن خربت منازل الناس بتكسير سياراتهم، والجميع يعلم أن التصليح على الدولار، وأقل قطعة في السيارة ثمنها يتخطى الـ ٢٠ دولاراً كحد أدنى، ولذلك نتمنى الإسراع في هذا المشروع وعدم ترقيعه بهذه الطريقة، وأن تكون قد وضحت الصورة ومَن يجب أن يوضع (ببوز المدفع)!”.

شارك المقال