“تسونامي” التحليلات يتفوق على ظاهرة المد والجزر

نور فياض
نور فياض

ما بعد زلزال تركيا وسوريا ليس كما قبل، هكذا يمكن ترجمة حالة اللبناني، الذي بات ينسب أي ظاهرة الى هذا الزلزال.

مؤخراً تراجع منسوب المياه في البحر الأبيض المتوسط وبالتالي في لبنان ما أثار الذعر والقلق لدى المواطنين وخصوصاً بعد تداول هذا الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، المقر الرئيس للمحللين والخبراء اللااختصاصيين الذين أكدوا أن تسونامي سيضرب قريباً. ولكن ماذا يقول المختصون وعلماء البحار؟

وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور نفت الأخبار المتداولة عن تسونامي، مطمئنة الى عدم وجود أي أثر حالي لحدوثه، استناداً الى معلومات من مركز علوم البحار ومركز البحوث العلمية الذي أكد بدوره أنه “طالما لم يحدث أي زلزال في البحر فلا وجود لأي تسونامي محتمل.”

انها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها تراجع لمنسوب المياه، فمثلاً منذ أكثر من ثلاثين عاماً رأينا تراجعاً لمياه البحر بين شهري شباط ونيسان أكثر من التراجع الذي نراه اليوم.

وأوضح أحد خبراء البحار لموقع “لبنان الكبير” أن “أي تفسير دقيق لهذه الظاهرة لم يظهر علمياً، ولكن ذلك حتماً ليس مرتبطاً بزلزال تركيا وسوريا، الا أننا يمكن أن نستخلص تفسيرات أو تراكمات عدة أدت الى حصول هذا التراجع. مثلاً المغرب علق على الموضوع باعتبار أن الانخفاض في المتساقطات سبب لهذه الظاهرة، اذاً لا متساقطات كافية، وأتى جزر قوي وبالتالي حدث التراجع، ولكنني لست مقتنعاً بهذا الخبر لأنه لا يمكن في ليلة وضحاها أن نصل الى هذه النتيجة بسبب المتساقطات، بل يجب أن تكون قد حصلت تدريجياً وليس في فترة وجيزة، فنحن لم نشهد شحاً فيها الا هذه السنة.”

وقال: “كنا نشهد سابقاً على حصول مد وجزر قوي من دون أن نحدث بلبلة فهذا أمر طبيعي، ولكن اليوم الخوف من الزلزال جعل الناس تربط كل الظواهر به وهذا أمر مرفوض.”

وأشار الى أن “هناك ما يسمى Neap type أي محايد المد والجزر ويحصل عندما تكون الشمس والقمر في وضعية ٩٠ درجة ويحدث أقل انخفاض للجزر، ويبقى أياماً عدة الى حين عودة الكوكبين الى وضعيتهما الطبيعية. ففي مرحلة المد، يحدث ارتفاع وقتي تدرجي في منسوب مياه سطح المحيط أو البحر، أما في مرحلة الجزر، فيحدث انخفاض في منسوب مياه سطح المحيط أو البحر.”

وأكد أن “لا داعي للخوف والهلع، فهذه ظاهرة طبيعية، ولكن بسبب الضغط النفسي الذي يعاني منه اللبناني جراء الزلزال والحياة المتوترة التي نعيشها بتنا نعظّم كل شي.”

على الرغم من التفسيرات العلمية، الا أن اللبناني لا يزال يتوتر ويرتعب من أية خبرية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في متناول الجميع، أتاحت الفرصة لانتشار الأخبار الكاذبة والتحليلات من اللااختصاصيين بطريقة أسرع، وطبعاً اللبناني “بيفهم بكل شي” حتى ولو ليس من اختصاصه. فمتى ستتوقف ظاهرة تسونامي التحليلات الكاذبة؟

شارك المقال