الديبلوماسية الثقافية من السعودية الى العالم

نور فياض
نور فياض

ضمن مهرجانات الثقافة في المملكة العربية السعودية، تنظم هيئة الأدب والنشر والترجمة مهرجان الكتّاب والقرّاء، الذي يقام في الفترة الممتدة ما بين 23 شباط و11 اَذار في خمس مدن تقع في المنطقة الشرقية للمملكة نذكر منها مدينتي الخبر والقطيف.

ويتضمن المهرجان مجموعة من الأنشطة تهدف الى جذب المهتمين بالأدب والثقافة في كل مجالاتهما.

وتطبيقاً للمفهوم الرئيس، يجسد الأدب الرُقي في حالات تعبيرية عدة، بغض النظر عن الزمان والمكان. وقد اشتهرت كثير من شعوب العالم بآدابها التي انتشرت وأثرت في ثقافات أخرى.

يرتبط مهرجان الكُتَّاب والقُرَّاء بالمفهوم العام المتعارف عليه عالمياً، وترتكز قواعده الى أولوية خلق حدث عصري فريد من نوعه لتعزيز تجربة زوار المهرجان وإثراء المحتوى المقدم لهم.

ومن بين المشاركين في فعاليات هذا المهرجان، الكاتبة اللبنانية – الفرنسية اناييل زغير التي عبّرت عن سعادتها بهذه المشاركة عبر موقع “لبنان الكبير”، قائلة: “كم جميل أن تزامن السعودية مهرجانها الأدبي مع عيدها الوطني، وعادة الدول تستعرض قوتها عسكرياً، الا أن السعودية تستعرض قوتها ثقافياً، فنياً، ديبلوماسياً وأدبياً”.

وأوضحت زغير أن “مشاركتي لها أهمية كبيرة على الصعيد الشخصي، اذ أن السعودية أبرزت الديبلوماسية الثقافية، على الرغم من الحزازيات والمشكلات مع بعض الدول ومنها لبنان، الا أنها تجاوزتها ولم تضع ڤيتو على أي كاتب مهما كانت جنسيته. وأنا لم أقاطع المهرجان، دُعيت ولبّيت الدعوة لأنني أحب ما قدمته هذه الدولة للبنان، وأحب وجود علاقة مميزة معها. والأهم في هذا المهرجان أن يعي الكتّاب مفهوم الديبلوماسية الثقافية واهمية دورها في تقريب وجهات النظر في الوقت الذي فشل الساسة في تقريبها”.

وأشارت الى أن “المهرجان يقام في المنطقة الشرقية وليس في الرياض أو جدة اللتين اعتدنا عليهما، فأنا متحمسة لٱكتشف حضارة جديدة، وأرى اناساً جدداً كيف سيتلقون الأدب… هؤلاء سيستمعون اليّ كضيفة، ولكن سأتلقى منهم أكثر مما يأخذون مني، فالكاتب يبحث عن الالهام، الحضارات الجديدة والتراث، مما سيغني مخزوني ككاتبة”.

وذكرت بأن لديها ثلاثة لقاءات منهم ندوة مع كتّاب من جنسيات مختلفة حول أدب الاطفال وعلاقة الصورة بالنص.

وأكدت أن “لا وجود للبنان، مصر، السعودية، فرنسا… كل منها على حدة، بل هناك الانسانية المشتركة، وهذا ما يؤكده المهرجان الذي يجمع الناس من مختلف البلاد ليتكلموا موضوعاً واحداً. من هنا تؤكد السعودية أنها مؤمنة بالانسانية المشتركة، ومشاركتي هي للإصرار على فكرة أن لا وجود لأنت فقط أو أنا، بل لوجود نحن”.

يوماً بعد يوم تبرهن السعودية عبر مهرجاناتها عن احتضانها كل الجنسيات، وعن قوتها الحضارية والتكنولوجية والثقافية، وأن لديها ارثاً تاريخياً عريقاً جعلها في صدارة دول العالم. ومؤخراً حققت المركز الأول عالمياً في نسبة السكان الذين يستخدمون الانترنت، والأولى عالمياً في نسبة الأفراد الذين يمتلكون مهارات أساسية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وليس غريباً عليها تحقيق مراكز أولى أكثر فأكثر.

شارك المقال