اللبناني يستعد لقدوم رمضان… بإحباط وعجز!

جنى غلاييني

أسابيع قليلة تفصل المسلمين في لبنان والعالم عن شهر رمضان المبارك، الذي كان يستقبله اللبنانيون سابقاً بفرحٍ وشوق وطول انتظارٍ، مع ما يرافقه من تحضير المواد الغذائية والتمور والبخور والزينة، والمساعدات التي كانت تصل الى كل فقير لا قدرة لديه على شراء وجبات إفطاراته، ولكن اليوم أصبحت ميزانية رمضان ترخي بثقلها على جيب المواطن، ففي ظل الغلاء المستفحل وانهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار لا يجد اللبناني نفسه في الأيام العادية قادراً على تأمين معيشته، فما بالك بشهر رمضان الذي ترتفع فيه الأسعار بصورة ملحوظة ولا سيما أنها ستكون بدءاً من اليوم بالدولار وعلى سعر الصرف في السوق السوداء؟

روان ح. موظفة وربة منزل، بدأت تحضيراتها المبكرة لشهر رمضان، وتقول لموقع “لبنان الكبير”: “تقاضيت راتبي لشهر شباط وها أنا قد بدأت بالتحضيرات من شراء المونة بأقل تكلفة ممكنة وبكمية كبيرة فالأسعار تختلف من محل الى آخر، وحتى الآن اشتريت 5 كيلو من الأرز ومعلبات من ذرة وحمص الى فطر وفول وغيرها…، إضافة الى الصلصة والمايونيز والكاتشاب، وأنواع من البهارات، والكثير من المواد الغذائية التي يجب أن تكون في المنزل خلال الشهر الفضيل، وحتى الآن أنفقت 5 ملايين ليرة من دون أن أشتري اللحوم والدجاج والخضار التي يجب أن تُشترى طازجة، لذا لدي قلق من عدم تمكني أنا وزوجي من تأمين كل ما يكفي لاطعام أطفالي وتحضير وجبة رئيسة كل يوم”.

الشعور بالعجز والاحباط بدأ يحس به الكثيرون ممن وجدوا أن شهر رمضان يقترب بسرعة من دون أن يتهيأوا له مادياً ونفسياً. نعمت ش. ربة منزل، تجد نفسها عاجزة عن الاستعداد منذ الآن لرمضان، فبحسب ما تقول إن مجموع راتبي زوجها وابنها لا يكفي لتأمين ما يجب للشهر الفضيل كاملاً، وتوضح “كنت أقوم سابقاً بتزيين المنزل وشراء أفخم أنواع التمور كما أساعد جاري الفقير، أمّا اليوم فأنا أحتاج الى من يساعدني وعائلتي. حقاً إنّها من أصعب الأيام التي نعيشها، فحتى شهر رمضان الكريم الذي نشتاق ونحنُّ اليه ولا نطيق انتظاراً لحلوله جعلونا نفكر فيه من ضمن همومنا، ولكن باذن الله سنكون قادرين على الصوم وتوفير ما يلزم للإفطار بقدر المستطاع، حتى لو أن المائدة ستفتقر الى أنواع كثيرة مثل الفتوش والتبولة والشوربة والمقبلات وسنكتفي بطبخة واحدة ليومين، واليوم أحاول حسب امكاناتي شراء اللوازم من الحبوب والطحين والأرز وغيرها”.

أما محمود ك. وهو موظف في شركة تنظيفات، فيقول عن استعداداته لشهر رمضان: “سنستقبل أنا وزوجتي شهر رمضان بلا ولا شي. فلا نحن قادرون على التحضير المسبق ولا نعلم ما إذا كان بمستطاعنا تأمين ما يمكن من مواد ضرورية، فأسعار المواد الغذائية ترتفع كل دقيقة ورواتبنا لا تزال كما هي، وراتبي الى جانب فاتورة اشتراك الكهرباء والمياه والانترنت و… لن يبقى منه إلا القليل للطعام. وعلى الرغم من أننا مقبلون على تسعير المواد الغذائية بالدولار إلا أنّ اللبنانيين لا مشكلة لديهم في ذلك ولا يحركون ساكناً لأنهم جميعاً سعداء بارتفاع الدولار المستمر والعترة على أمثالي الذين ليس لديهم مدخول إلا عملهم”.

شارك المقال