“تحت الوصاية”… قضية الحجاب بين التلميع والتشويه!

راما الجراح

أثار إعلان المسلسل المصري “تحت الوصاية” الذي من المقرر عرضه في رمضان المقبل، من تأليف خالد وشيرين دياب، حالة من الجدل والانتقاد الكبير عبر منصات التواصل الاجتماعي بسبب ظهور الفنانة المعروفة منى زكي بمظهر غريب مع الحجاب، ومن دون ماكياج، وبرز حاجباها كثيفين بصورة كبيرة ووجهها شاحباً وحزيناً.

وأعاد “بوستر” المسلسل طرح قضية الحجاب بين تلميع صورته وتشويهها، وعلّق رواد مواقع التواصل الاجتماعي بطريقتهم على هذا الاعلان، فمنهم مَن أغضبه بإعتبار أنه ينتقص من مظهر المرأة المحجبة ويُظهرها بصورة المرأة الضعيفة بملامحها في الدراما، وقارنوا بين صورتها وصورة الفنانة المصرية المعتزلة حنان ترك في فيلم “المصلحة”، مطالبين زكي بالتشبه بها في حال قررت تقديم شخصية امرأة محجبة مرة ثانية، بينما دافع آخرون عنها معتبرين أنه لا يجب الحكم على العمل من مجرد صورة دعائية.

ورأى الاعلامي بلال مواس في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنهم “يحاولون تشويه صورة المرأة المحجبة بشتى الطرق، ودائماً هناك مسلسلات تستقصد إظهارها بهيئة الحزينة، والمظلومة. واليوم تعرض هذه المسلسلات كنموذج برأيهم عن الاسلام، وإجمالاً في مصر هناك صراع بين تيارين، العلماني والمتدين، وللأسف الرأي العام مضلل وأي مسلسل له علاقة بالدين تتخلله مفاهيم وأمور خاطئة مبنية على باطل وتشويه لصورة هذا الدين”.

وفي ما يخص إعلان مسلسل “تحت الوصاية” مع صورة زكي المحجبة ذات الحاجبين العريضين والوجه الشاحب، قال مواس: “بدت وكأنها مجبرة على إرتداء الحجاب وأنها تحت ضغط وسلطة، وهذا يحاربه ما يسمى بالنسويات اللواتي يعملن تحت هذا المصطلح كتجارة أكثر من دفاعهن عن المرأة، حتى وصلنا إلى خلق إحساس داخل المرأة المحجبة أنها رهينة الحجاب وعليها أن تنزعه لتتحرر، والمُشاهد يتعاطف دائماً مع الضحية التي يقررها المخرج في أي فيلم أو مسلسل. وفي (تحت الوصاية) وغيره من المسلسلات التي تحمل المضمون نفسه يستعملون جميع أسلحتهم لتشويه صورة الحجاب الأساسية، ولن يفعلوا، يريدون إطفاء نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، والفاسقون، والمجرمون”.

واعتبرت الناشطة الاجتماعية والخبيرة التربوية أمل حيدر أن “رد الفعل الحاصل على موضوع البوستر استباقي وطبيعي، لأن المشاهد اعتاد على إدراج المحجبة دائماً في أدوار الشر، عدم النجاح، وعدم الأناقة. وجاء مسلسل (تحت الوصاية) بصورة محجبة بحواجب غير محسنة، وهنا أريد لفت النظر إلى أننا كمسلمين أساساً لدينا أحكام شرعية تنهى عن النمص وترفيع الحواجب …الخ، وهذا دليل على أن الجمهور قام برد فعل تراكمي اعتماداً على ما سبق وقدمته الدراما”.

وأكدت أن “إنتقاد شحوب الوجه، والتعب الظاهر على وجه الممثلة غير منطقي، لأنه لا يمكن الحكم على المسلسل من هذه التفاصيل الصغيرة، وقد تكون هناك بطلات أخريات محجبات بكامل نضارتهن وأناقتهن ولكن البطلة الأساسية تلعب دوراً يستوجب ظهورها بهذه الملامح. وهناك عامل آخر قد يكون سبباً لاثارة الجدل والاستنفار الجماهيري، وهو أن الفنانة منى زكي التي تمثل دور المحجبة في هذا المسلسل، هي نفسها كانت محل نقد شاسع بعد مشاهدها الجريئة في فيلم (أصحاب ولا أعز)، وبالتالي، هذا الهجوم طبيعي جداً وربما هو ذكاء منتج ومخرج لاثارة البلبلة والتسويق بصورة كبيرة للمسلسل الذي سيعرض في رمضان المقبل”.

أضافت حيدر: “لست في معرض نقد الموضوع أو الدفاع عن المسلسل نفسه، أو عما يسمى مسلسلات رمضان، فبحجاب أو غيره اعتدنا دس السم في العسل في هذه المسلسلات، آملين أن تخيب توقعات الجمهور ويكون المسلسل وكوادره براء مما يتهمون به”.

شارك المقال