مشكلات قطاع النقل الى الحلحلة؟

حسين زياد منصور

تواصل أسعار المحروقات ارتفاعها توازياً مع الدولار، وقد وصلت الى ما يقارب المليون ونصف المليون ليرة لصفيحة البنزين الواحدة، مما يزيد من أعباء المواطنين ومشكلاتهم ويؤثر على عمل قطاع النقل البري، فالأزمة التي يعاني منها لبنان منذ العام 2019، لم تضرب قطاعاً واحداً وحسب، بل شملت قطاعات البلد كلها، وأصبح اللبناني اليوم ضحية المافيات والعصابات والكارتيلات التي تتحكم بحياته وتتلاعب بها.

وتعد مشكلة النقل من أبرز المشكلات التي يواجهها اللبنانيون يومياً، فخلال تنقلاتهم، تختلف التسعيرة بين “فان” وآخر وبين تاكسي أو سرفيس وآخر، لا سيما بعد انتشار السيارات الخصوصية على “الخط” ومزاحمة العمومية.

وفي حديث مع “لبنان الكبير” أشار رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان بسام طليس الى أن اجتماعاً سيعقد في الثانية عشرة من ظهر الاثنين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور 6 وزراء معنيين لبحث المشكلات التي يواجهها القطاع. وأوضح أن التعرفة تصدر عن وزارة الأشغال، ولا حسيب ولا رقيب لما يجري وتحديداً بسبب السيارات التي تحمل اللوحات الخصوصية.

بورصة التسعيرات

تختلف التسعيرة بين سائق وآخر، وإن كانت المسافة نفسها، منهم من يطلب 100 ألف ليرة، والبعض الآخر يطلب أكثر، ويعتبر رفع التسعيرة أمراً منطقياً وطبيعياً، فغلاء أسعار المحروقات يبرر ذلك، اضافة الى دولرة كل ما يتعلق بقطاع السيارات من قطع غيار والمعاينة الدورية اللازمة للسيارة، فضلاً عن أن السائقين لديهم عائلات يسعون الى تأمين متطلباتها، والأمر نفسه ينطبق على الفانات والباصات المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، وتعد شريان الحياة في هذا البلد.

المشكلة تكمن في التفلت بالتسعيرة، ولا يمكن إنكار أن ارتفاع أسعار المحروقات ودولرة ما يتعلق بالسيارات ارتدّ سلباً على السائقين العموميين جميعاً، خصوصاً أن بعضهم يدفع أيضاً ايجار السيارة واللوحة.

اللوحات الخصوصية

ارتفاع أعداد السيارات التي تحمل لوحات خصوصية على “الخط”، أثر على عمل أصحاب “النمر الحمراء”، لا سيما في غياب الحسيب والرقيب، وانضمت اليها التطبيقات التي يستطيع الفرد من خلالها طلب سيارة أجرة مقابل بدل مادي معين، وأصبحت في غالبيتها “نصبة” على الزبون، اذ يقوم السائق بطلب أجرة أكبر من المتفق عليها سلفاً.

ما يمكن تأكيده أن مشكلة النقل ستبقى موجودة، فعلى الرغم من كل المساعي لايجاد حلول تخفف الأعباء عن السائقين والمواطنين في آن واحد، الا أن ارتفاع الدولار وسعر البنزين المتقلب سيشكل عائقاً ما لم يتم الوصول الى حل جذري.

شارك المقال