طقس لبنان يُنذر بكارثة زراعية… والرهان على كمية المتساقطات!

راما الجراح

مضخات المياه بكرت كثيراً على الحقول الزراعية في لبنان، فقد اعتاد المزارعون الري من الآبار الأرتوازية في بداية شهر أيار، لا سيما أن الري المبكر يزيد من الأكلاف المالية عليهم. والتغير المناخي من المسائل العالمية الطارئة نظراً الى خطورتها وتأثيرها السلبي على مسار حياة الكائنات الحيّة عموماً والبشر خصوصاً، ولا يقتصر على الكائنات الحية وحسب، إنّما يؤثر على اليابسة والبحر والجو أيضاً.

أكد نقيب المزارعين إبراهيم الترشيشي في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “لبنان يشهد تقلبات وتغيّرات في المناخ، وهذه الظاهرة غير طبيعية يشهدها العالم كله ولا يقتصر تأثيرها على لبنان أو المنطقة، وانحباس الأمطار لمدة طويلة وهطولها لفترة قصيرة وكأننا في طقس صحراوي، هذا كله يؤثر سلباً على المزروعات ويشكل خطراً كبيراً على المزارعين الذين يعتمدون على هذا القطاع للعيش، فارتفاع الحرارة أدى إلى نمو النباتات والبراعم حتى أصبح بامكاننا أن نلاحظ أن الأشجار أزهرت قبل أوانها، وأي منخفض جوي أو موجة صقيع قادمة سيؤدي إلى موتها”.

ولاحظ أن “مزارعي البطاطا في منطقة البقاع وعكار بدأوا بري المحصول بـ (البخاخات)، وهي من أكثر الزراعات تأثراً في مرحلة القحط التي نعيشها، بالاضافة إلى زراعة البصل، والقمح، وجميع الزراعات البعلية مثل العدس، الفول، الحمص، البازيلاء والتي كان يعتمد المزارع على ريّها بالأمطار، واليوم تحتاج الى الري من الآبار الأرتوازية، وهذا خطير جداً لأننا لم نعتد على الري قبل ١٥ نيسان أو بداية شهر أيار، أما هذا العام فمنذ بداية شهر آذار بدأ المزارع بري مزروعاته، وهي المرة الأولى التي يشهد فيها المزارع اللبناني هذه الظاهرة”.

وأوضح الترشيشي أن “المزارع عندما يريد ري الأرض، أصبح بحاجة إلى المحروقات، لأنه يحتاج الى طاقة، واستعمال الآبار الأرتوازية التي وبكل أسف ليست ممتلئة أساساً كما يجب بسبب النقص في معدل الأمطار، عن العام الماضي وعن المعدل العام أيضاً، وحتى آخر شهر آذار المطلوب أن يكون لدينا ٤٠٠ ملم من المعدل العام، وحتى اليوم لدينا تقريباً ٣٥٠ ملم، ونأمل أن تحمل الأيام المقبلة كميات من الأمطار، وإلا تكون الطامة الكبرى”.

أما بالنسبة الى المياه الجوفية، فقال: “انحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة لا يؤديان إلى قلة المياه الجوفية وحسب، بل إلى جفاف الآبار التي لا يزيد عمقها عن ١٠٠ متر، وبالتالي عدم تساقط الثلوج وارتفاع درجات الحرارة لهما سلبيات أخرى، اذ يساعدان على تكاثر القوارض وخصوصاً فأر الحقل، بدلاً من القضاء عليها بفعل الثلوج والصقيع، وبالتالي هذا يؤثّر على المواسم الزراعية ومحاصيلها، وعلى كلفة الانتاج بسبب الحاجة إلى الأدوية اللازمة لمكافحة الحشرات والقوارض”.

واعتبر المزارع أحمد. ي أن “ما يحصل هو في النهاية بيد الله، لا يمكننا الاعتراض على حكمه، ولكن هناك تخوف كبير بين المزارعين من أن لا تتساقط الامطار أقله حتى آخر آذار وحينها سندخل في كارثة كبيرة، الآبار لا تحتوي على كميات كافية من المياه، ومعظمنا لا يملك بئراً ارتوازية في الأساس لأننا لا نملك المال لحفرها، ولا إمكان لذلك اليوم أيضاً، ومن ناحية أخرى ما يزيد همنا أننا ندرك تماماً تقاعس دولتنا عن الاهتمام بالقطاع الزراعي”.

إذاً، ليس أمام المزارع اليوم سوى الدعاء بأن تحمل الأيام المقبلة أمطاراً غزيرة لتعوض النقص الذي تعاني منه المياه الجوفية والآبار، لأن لا أحد سيعوض خسارته.

شارك المقال