البقاع “بكبّر القلب”… في رمضان

راما الجراح

يعود شهر رمضان المبارك على المواطن اللبناني في ظروف قاسية جداً. شهر الصوم، والتسامح، والمغفرة سيطرق أبوابنا بعد أيام ورفوف المطابخ شبه فارغة، فمعظم السكان لم يستطيعوا إعداد مونة لهذا العام، ومَن استطاع لم تكفه أصلاً لأن الكميات الكبيرة تكاليفها باهظة جداً.

كل هذه الصعوبات لا تقف عائقاً أمام أصحاب الخير في شهر الخير والعطاء الذي اعتدنا فيه على كرم الله الكبير وفضله. مبادرات وحملات “بتكبر القلب” على مساحة منطقة البقاع لمساعدة الناس والوقوف إلى جانبهم في هذه المِحنة، مصدرها الأساس المغتربون، ومن بعدهم الأشخاص الميسورون الذين يتبرعون بمبلغ معين كل عام لهذا الغرض.

بدايةً من البقاع الغربي، ومن أكاديمية ونادي المرج الرياضي حيث أكد أمين السر خالد السيد في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الحملات والمبادرات التي نطلقها لمساعدة الناس في شهر رمضان عادة تكون من أهل المرج الميسورين والمغتربين إلى الأهالي المحتاجين والمتعففين. وهذا العام لدينا مشاريع عدة أولاً سنقوم بتوزيع حصص غذائية تتضمن كمية من المواد الأساسية، بالإضافة إلى توزيع وجبات إفطائر صائم بصورة يومية، كما خصصنا يوماً لإقامة إفطار للأطفال تحديداً، لإدخال الفرحة إلى قلوبهم في هذا الشهر الفضيل”.

وقالت رئيسة جمعية “Canadian Cedars for hope” البقاع الغربي، نجوى دبيان: “إن الجمعية تحرص دائماً على تقديم المساعدات بصورة دائمة ومختلفة على صعيد لبنان عموماً والبقاع خصوصاً، وفي كل عام نخصص حصصاً غذائية كافية لمئات العائلات، بالاضافة إلى وجبات طعام ساخنة، وطبعاً تبرعات مالية بحسب المبالغ الموجودة في الجمعية أو التي تم التبرع بها، وهذا العام نحاول قد المستطاع المُضي بالبرنامج نفسه، ومن المؤكد حتى الآن أننا سنوزع حصصاً غذائية، أما المشاريع الباقية فنقوم بدرسها بسبب اشتداد الظروف الصعبة وارتفاع أعداد العائلات الفقيرة”.

وفي البقاع الأوسط، أطلقت “لجنة وقف تعلبايا” حملة رمضان السنوية تحت عنوان “منكم ولكم” لتوزيع حصص غذائية طيلة شهر رمضان المبارك على العائلات المحتاجة، وأوضح أحد المسؤولين عن الحملة الشيخ أحمد الحدري أن “لدينا حملات ثابتة ومنها حملة رمضان وهذه السنة الرابعة على التوالي، نقوم بتجهيز حصص غذائية بقيمة ٤٠ دولاراً تتألف من زيت، حبوب، طحينة، رز، سكر، مربيات وشراب، ونبدأ بالتوزيع قبل رمضان بيومين، ونستهدف ٥٠٠ عائلة متعففة”.

وأشار رئيس “رابطة شباب سعدنايل” عمر الحلبي الى “أننا نمر بظروف صعبة جداً في لبنان، وبطبيعة الحال أثرت بصورة مباشرة على حملة (إفطار صائم) المستمرة لعامها العاشر على التوالي ولكن على الرغم من كل الصعوبات لن نتوقف عن عمل الخير في شهر الخير. والحملة ستبدأ من اليوم الأول في رمضان، وسنُخرج يومياً بين ١٥٠ إلى ٢٠٠ وجبة كحد أقصى مثل العام الماضي تماماً، الوجبة الواحدة تكفي لــ٥ أشخاص ومكونة من أرز مع لحم، صفيحة بعلبكية، صحن فتوش، تمر وربطة خبز، ويعمل على تجهيزها شبان متطوعون لعمل الخير، وعند الإنتهاء تنطلق سيارات التوزيع قبل ساعة تقريباً من موعد آذان المغرب، وطبعاً التوزيع يكون منظماً، ونحاول تغطية جميع أحياء القرية قدر المستطاع”.

وشدد الحلبي على أن استمراريتهم في هذه الحملة تعود إلى صندوق الرابطة أولاً، وأصحاب الأيادي البيض والخيّرين من المنطقة وكل لبنان وخصوصاً المغتربون الحريصون على مثل هذه المبادرات.

هذه المبادرات والحملات إن دلت على شيء فعلى أن “الدني بعدا بخير”، لأن مئات العائلات العاجزة ستُفطر في رمضان بسببها، وسيمتلئ مطبخها أقله بالمواد الأساسية.

شارك المقال