“عيد” المعلم… مع وقف التنفيذ!

حسين زياد منصور

يمر عيد المعلم أسود على أصحابه، فبدل أن يمضونه بين طلابهم يتلقون منهم الهدايا والورود تعبيراً عن حبهم وتقديرهم لكل ما يبذلونه في مجال التربية والتعليم، ها هم “يعيّدون” معتصمين في الشارع لتحصيل أبسط حقوقهم التي حرمتهم منها الدولة، مع استمرار توقف التعليم والتدريس في الكثير من المدارس الرسمية حتى تحقيق المطالب.

يعد واقع الأساتذة اليوم مغايراً لما كان عليه قبل سنوات، أي قبل تفجر الأزمة الاقتصادية عام 2019، وهذه الأيام تعد الأسوأ بالنسبة اليهم لعدم حصولهم على حقوقهم في ظل هذه الأوضاع المعيشية الخانقة، بعد أن انقلبت حياتهم رأساً على عقب، خصوصاً أن رواتبهم لم تعد تساوي شيئاً بعد تآكل القدرة الشرائية وغلاء أسعار المحروقات وكل ما يتعلق بمعيشة المواطن.

يقول أحمد، الأستاذ في التعليم الرسمي: “رسالتنا تربوية وتعليمية من أجل انشاء جيل واعٍ ومثقف، وهدفنا هو إيصال الطلاب الى أهدافهم وتعليمهم المعرفة والأخلاق والحب والتسامح الى جانب المعلومات التي يتحصلون عليها من دراستهم، فالبلاد والأمم تنهض من خلال التربية والتعليم. اما في لبنان فأصبح واقع الأساتذة مختلفاً، ولم يعد هناك أي احترام لرسالتنا التي لا نزال نسعى الى تأديتها على الرغم من الظروف الصعبة، فبدل احترام المعلم لقاء ذلك، الا أن ما جرى هو العكس”.

ويؤكد أن “الأستاذ يعيش وضعاً مأساوياً، ولم يعد قادراً على تأمين أدنى مقوماته المعيشية، فلا الراتب يكفي بعد أن فقد قيمته ولا على الحوافز اللازمة نحصل، وكل ما نحصل عليه مجرد وعود فارغة واذلال متواصل لرسالتنا السامية”، متسائلاً: “أصلاً كيف سنصل الى مدارسنا لتأدية واجبنا، ورواتبنا لا تكفي ثمن صفيحتي بنزين؟ ولنفترض مثلاً أن أحداً منا دخل الى المستشفى، من أين يحصل على أموال الاستشفاء، ومن يغطي هذه التكلفة الضخمة التي تحتسب بالفريش دولار؟”.

ويشير الى أن “رواتبنا بعد أن كانت تفوق الألف وخمسمائة دولار، أين أصبحت قيمتها اليوم؟ وفي الوقت نفسه لست قادراً على القيام بعمل آخر أو وظيفة أخرى، فكل ما أحصل عليه بالكاد يمكنني من تأمين نسبة قليلة من الأمور الأساسية والضرورية لحياتنا اليومية، مع العلم أنني رب أسرة وعلي الاعتناء بها فضلاً عن بقية المصاريف”.

وفي ظل التخبط الذي يعيشه البلد وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني والسياسي لا يزال العام الدراسي على المحك، وهذا القطاع الذي لطالما اشتهر به لبنان تاريخياً، وضعته الأزمة الاقتصادية في مرحلة ضبابية، وتأثيرها لم يطل الأساتذة وحدهم وحسب، بل الطلاب كذلك، أي أنها ضربت المجتمع ككل.

شارك المقال