تقليل استهلاك الصوديوم… ينقذ الملايين

تالا الحريري

لا غنى عن الملح (بتعريفه العلمي الصوديوم) في الأكل، فهو يعتبر المكون الأساس لكل المأكولات والوجبات، وغالباً ما نجده على مائدة الطعام ما يسمح لنا بزيادة الكمية التي نريدها وأحياناً من دون وعي أو إدراك لما نستهلكه. وكما هو معروف أنّ للصوديوم مخاطر كثيرة قد تؤدي الى الموت، ولذلك، غالبية الناس التي تعاني من أمراض معينة ولا سيما ضغط الدم مجبرة على التوقف عن تناوله كلياً لما قد يسببه من أضرار مضاعفة. لكن هل الناس قادرة على اتباع نمط صحي خالٍ من الصوديوم كلياً؟

منظمة الصحة العالمية أعلنت أن “العالم لن يحقق على الأرجح الهدف العالمي بخفض استهلاك الصوديوم بنسبة 30% بحلول 2025″، وألقت باللائمة على “تقاعس الحكومات”.

وحسب تقرير “الصحة العالمية” فان 3% فقط من سكان العالم محميون بالسياسات الالزامية لخفض الصوديوم، بينما ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية – من بينها بريطانيا – فشلت في التنفيذ الكامل لمثل تلك التوجيهات.

كما دعت دولها الأعضاء البالغ عددها 194 إلى سن سياسات لخفض استهلاك الصوديوم من دون تأجيل، وقدرت أن السياسات الفاعلة من حيث التكلفة يمكن أن تنقذ سبعة ملايين روح عالمياً بحلول 2030. هناك تسع دول فقط حالياً لديها حزمة شاملة للسياسات التي يُنصح بها. ويشار إلى أن المتوسط العالمي للفرد من استهلاك الملح هي 10,8 غرام في اليوم، أي أكثر من ضعف ما توصي به منظمة الصحة العالمية ويبلغ أقل من خمسة غرامات.

تشرح أخصائية التغذية نور الصايغ لـ”لبنان الكبير” أنّ “الصوديوم له علاقة بارتفاع معدل ضغط الدم نتيجة احتباس المياه في الجسم، فكلما إزداد الصوديوم ازداد احتباس السوائل داخل الجسم وهذا ما يزيد العبء على القلب ومن الممكن أن يسبب جلطات ومشكلات قلبية”.

وتشير الى أن “كمية كبيرة من الصوديوم تسبب ترقق العظام، وزيادة معدلاته يمكن أن تنقص الكالسيوم في الجسم وهو مرتبط بمشكلات الكلاوي والسرطان”، لافتة إلى أنّ “كمية الصوديوم التي يجب أن يحصل عليها أي شخص لا يعاني من مشكلات صحية هي 2300 ملغ في اليوم الواحد. أمّا من يعاني من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أي شخص يبلغ من العمر 51 سنة وما فوق فلا يجب أن يتناول أكثر من 1500 ملغ يومياً”.

شارك المقال