الذكرى الثالثة لكورونا… عدم المساواة تسبّب بالوفيات

تالا الحريري

صادفت منذ أيام الذكرى الثالثة لاعلان فيروس كورونا وباء عالمياً، ويجدر التحدث عن هذه الجائحة خصوصاً أنّ آثارها لا تزال موجودة ولم تختفِ تماماً، فقد انتهت منذ حوالي سنة لكن الفيروس موجود بيننا ويمكن القول إنّ الحماية الوحيدة منه هي اللقاح. ويبدو أنّه بعدما اعتدنا على التعامل معه خلال هذه الفترة ونشوء مناعة القطيع يمكن اعتباره فيروساً كغيره من الفيروسات الموسمية كانفلونزا الخنازير، على أمل أن لا يتحور ويصبح أكثر حدّة.

وتزامناً مع الذكرى الثالثة، دعت أكثر من مئتي شخصية عالمية، إلى العمل من أجل القضاء على عدم المساواة في توزيع اللقاحات، والذي تسبب بوفاة أكثر من مليون شخص في الدول الفقيرة منذ بداية الجائحة.

وكتب الموقّعون ومن بينهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس تيمور الشرقية حائز جائزة نوبل للسلام للعام 1996 خوسي مانويل راموس-هورتا: “نطلب من قادة العالم الالتزام بالتعهد أن ذلك لن يحصل مجدداً”. وعبّروا عن ادانتهم لأن “شركات الأوية بدلاً من نشر اللقاحات، والاختبارات والعلاجات بناء على الحاجة، ضاعفت أرباحها عبر إرسال الجرعات إلى الدول الأكثر ثراء أولاً”، مؤكدين أن “القرارات التي يتم اتخاذها الآن ستحدد كيفية استعداد العالم للأزمات الصحية العالمية في المستقبل والاستجابة لها”.

واستندت الرسالة إلى دراسة نشرت في العام 2022 في مجلة “نايتشر” العلمية، وأشارت إلى أنه كان يمكن إنقاذ مليون شخص لو تم توزيع اللقاحات بصورة عادلة في 2021، أي ما يعادل “وفاة واحدة يمكن تجنبها كل 24 ساعة”.

وحسب الأمم المتحدة، فإنّ ثلث السكان في الدول الفقيرة تلقّوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، في مقابل ثلاثة أرباع السكان في الدول الغنية.

في هذا الاطار، أشار رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي لـ”لبنان الكبير” الى “أنّنا لم نستورد مجدداً اللقاحات ضد كورونا، هناك لقاحات في المخازن في حال حدث تفشٍ في منطقة معينة، لكن كورونا اليوم صار مثل الرشح حتى الناس ما عادت تقوم بإجراء الفحوص لأنّه لم يعد يشكل خطراً. اللقاح ساهم في تخفيف الكثير من سيئات فيروس كورونا ومن مضاعفاته على الناس، لكنه يبقى موجوداً فنحن لم نقضِ عليه، الا أن فاعليته خفّت ولم يعد يؤذي كالسابق، ونادراً ما نلقى حالة مصابة بكورونا تسوء الا اذا كانت تعاني من أمراض سرطانية أو نقص في المناعة”.

وعن عدم المساواة في توزيع اللقاحات، قال: “بالنسبة الى الدول الفقيرة لم تحصل على الكميات الكافية وكنا دائماً نناشد منظمة الصحة العالمية أن تتدخل وترسل اللقاحات. وكان مجلس الهيئة العامة للجمعية الأممية قد أصدر بياناً ناشد فيه الدول الكبرى والغنية أن ترسل اللقاحات الى كل من أفريقيا وآسيا، وبالطبع لم تكن هناك عدالة في إرسال اللقاحات الى الدول الفقيرة”. وأكد عراجي أنّه “لم يكن هناك إقبال كبير أيضاً على اللقاح بسبب وجود نوع من الخوف وعدم الوعي لدى الناس وهذا سبب من أسباب تفشي جائحة كورونا”، موضحاً أنّ “اللقاحات التي قدمت للبنان كانت هبات، والكمية التي حصل عليها جيدة جداً واستطعنا من خلال برنامج التلقيح تخفيف عدد الوفيات”.

ووفقاً لجامعة “جونز هوبكنز” فقد أودى فيروس كورونا بحياة أكثر من 6.8 ملايين شخص على مستوى العالم، وهو رقم يعتقد على نطاق واسع أنه أقل من الواقع، كما ألحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد العالمي والأنظمة الصحية لعدد من دول العالم.

شارك المقال