جنون مسلسلات رمضان.. عنف ومشاهد اباحيَة وتنافس

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

يأتي شهر رمضان المبارك من كلّ عام ليحمل معه سلاماً داخلياً الى الصائم، وقتاً للعبادة وجمعةً عائليّة. وعلى الرّغم من الأزمات العالميّة الصّعبة الّتي مرّت على كل الدّول، ان كانت أزمات صحيّة، كوارث طبيعيّة، حروب ومشكلات اقتصاديّة، الّا أنّ المسلمين حول العالم يحاولون قدر المستطاع التفرغ للعبادة في شهر رمضان والاستمتاع بتفاصيله الصّغيرة، كلٌّ على طريقته.

ولطالما ارتبط أيضاً اسم هذا الشّهر بالأعمال الدراميّة والمسلسلات الّتي تُعرض على المنصّات وشاشات التلفزة طيلة رمضان، فأصبحت شركات الانتاج تتنافس في ما بينها لتقديم مادة متميّزة، وتتهافت على استقطاب ممثلي الصف الأول، وتبدأ بالتّصوير باكراً لتُعرَض هذه المسلسلات ضمن السباق الرمضاني، متناسية قيَم هذا الشهر الفضيل.

مشاهد اباحيَة وتخطٍّ للخطوط الحمر

لم تمضِ على بداية شهر رمضان الا بضعة أيّام حتّى فوجئنا بمشاهد في مسلسلات درامية تخدش الحياء، وإن صحّ القول، حياء هذا الشّهر.

مسلسل “للموت” يُعرض في جزئه الثالث بعد أن تعرّض السّنة الفائتة للانتقادات بسبب جُرأة مشاهده، ولكّن هوس “الرايتنغ” جعله يُكمل هذا الموسم بالأسلوب نفسه عارضاً مشاهد لبطلتيْ العمل وهما شبه عاريتين تتراقصان على البار بطريقة استعراضيّة اباحيَة. هذا المشهد ليس الوحيد، فهناك مشهد أيضاً يُظهر شخصيتين تعمدان الى ممارسة علاقة جنسية. كما يعتمد نصّ المسلسل على استخدام عبارات نابية.

استغلال قضايا توجع الشارع

لا شكّ في أنّ المشكلات الّتي تمرّ بها المجتمعات تُشكّل دافعاً أو الهاماً للكُتّاب لتجسيد حالاتٍ معيّنة في أفلام ومسلسلات، فالمشاهد يشعر بقربه من فكرة تحاكي مشكلاته وواقعه، ولكّن نشعر عموماً أنّ المسلسلات الرمضانية تبحث عن أكثر ما يوجع الشّعب لتجسّده في مسلسل، حتى باتت غالبية المسلسلات درامية بعيدة بعداً تاماً عن الكوميديا التّي كانت في السّابق هي الأساس، كما كان التاريخ حصّةً كبيرة من الأعمال. ولكنّ اليوم بات كسب المشاهد يعتمد على قساوة النّصّ، فكلّما كانت الحبكة قاسية ومليئة بالحزن على الأبطال، كلمّا أصبح المشاهد متعلّقاً بالمسلسل، فهي تتكلّم عنه بكل بساطة ولكنها تستخدمه ليتوجع، فيشاهد.

بدا واضحاً في مسلسل “النار بالنار” سيطرة شخص سوري الجنسية على حيٍّ في لبنان، فهو يتحكّم بمولّد الكهرباء، حتّى أصبح ذا نفوذ، يخاف منه سكّان الحّي اللبنانيّون. هذه الأفكار بالطّبع وليدة مجتمعات حقيقية، ولكنّها في مكانٍ ما تؤجّج المشاعر، أو “تنكز” اللبناني فتدفعه الى تكوين أفكار خاطئة.

مسلسلات مشتركة نمطية تتنافس

أصبح السباق الرّمضاني يعتمد بصورة كبيرة على الانتاجات الّتي تجمع بين الممثلين اللبنانيين والسّوريين، حتى باتت صورة المسلسلات نمطية بحيث تكون الممثّلة اللّبنانية هي المرأة الجميلة القويّة الّتي تأسر البطل السوّري ليعيشا قصّة حبّ ضمن أحداث عنيفة ودمويّة. وبصورة خجولة نرى الدراما اللّبنانية مثل مسلسل “عشرة عمر” ضمن السباق الرّمضاني، مراعيةً، إن صحّ القول، القواعد الرّمضانية، بالطّبع مع غياب الانتاج الضّخم، ولكنّها استطاعت أن تحجز لها مكاناً بعيداً عن جنون شركات الانتاج الأخرى وهوسها.

شارك المقال