حرش العيد ليس جديداً ولا موجوداً منذ سنة أو اثنتين أو حتى عشر، فهذا الحرش الذي تأسس في العام 1969 في منطقة قصقص لطالما كان مقصداً للجميع وخصوصاً للصغار وبات يعتبر معلماً شهيراً من معالم بيروت. وقد مر هذا الحرش بأزمات كثيرة، وربما تكون الأزمة الاقتصادية الحالية أخف وطأة من الأزمات التي مرّ بها سابقاً، اذ أعيد بناؤه بعد انتهاء الحرب الأهلية التي أغلقت أبوابه لمدة 25 عاماً تقريباً. كان على المواطنين في السابق تقديم طلب للحصول على تصريح يسمح لهم بزيارة الحرش، إذا كانوا فوق الـ 35 عاماً، وقد احتج سكان بيروت على منع الوصول إلى الحديقة ليعيد محافظ بيروت زياد شبيب بعدها فتح الحرش أمام العامة في 3 كانون الأول 2015.
لطالما أدخل حرش العيد البهجة الى قلوب الناس، وعلى الرغم من كل الأزمات التي تزداد حدّة يوماً بعد يوم، لا يزال صامداً ومحافظاً على تقليده كونه مقصداً للفقراء، فلا يمر أي عيد من دون افتتاح الحرش وتجهيزه بالأراجيح والزحاليط والسفينة والألعاب الترفيهية الأخرى. وتحيط بهذا الحرش عدد من البسطات وبائعي المأكولات والمشروبات بسعر زهيد، فماذا عن تحضيرات الحرش لعيد الفطر؟
المسؤول عن حرش بيروت الموجود في “رابطة بيروت الحضارية” محمد برجاوي والمعروف بلقبه “أبو عزيزة”، أوضح لـ”لبنان الكبير” أنّ “الدخول في السابق كان مجانياً، وكانت الروابط البيروتية جميعها مدعومة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله الرئيس سعد الحريري. اليوم لم يعد هناك دعم من أحد وصار مدخولنا من انتاجنا، على الرغم من أننا لا نزال نعتبر حرش بيروت هو حرش الفقراء، فالبوشار والفريسكو والمرجوحة بـ10 آلاف ليرة فقط، وهذه التسعيرة جديدة لأنّها كانت سابقاً ألف ليرة فقط”.
وقال: “كانت شركات التأمين سابقاً تقدّم لنا التأمين مجاناً للعيد، لكن اليوم لم تعد أي شركة تفعل ذلك، ولكن لنكن واقعيين فان محافظ بيروت مروان عبود يقدم التسهيلات من ناحية الأرض ووضع أمن من البلدية. اليوم هناك اشتراكات كهرباء ومازوت والمبلغ لـ 30 أمبير هائل ولا دعم من أحد. بدأنا بالتحضيرات ونتكل أكثر على الأمور التي لا تحتاج إلى كهرباء، يعني قمنا بوضع لعبة سفينة على اليد تتسع لـ 20 ولداً وعدنا إلى المراجيح حتى نوفر كهرباء. كما أنّنا لا نأخذ اشتراكاً من جميع الأولاد فقد يكون هناك من لا يسمح حاله بذلك، المهم أن ندخل الفرحة الى قلوبهم”.