عيد الفطر مناسبة لتطهير القلوب وتمتين أواصر المحبة

السيد محمد علي الحسيني

يطل علينا عيد الفطر المبارك والذي يأتي بعد إنقضاء شهر رمضان، شهر الطاعة والغفران، وهو عيد تحتفل به الأمة الإسلامية منذ العام الثاني للهجرة بعد أن أتمّ المسلمون الصيام ذلك العام، وقد شرّعه المولى عز وجل لحكمة عظيمة على رأسها تمتين أواصر المحبة بين المسلمين وترسيخ قيم الأخوة الانسانية. كما يعد العيد فرصة للترفيه عن النفس بعد شهر من الصيام والقيام، فالنفس تمل وكما قال الامام علي عليه السلام: “روحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان”.

العيد فرصة لنزع الغل من الصدور 

إن الله شرّع عيد الفطر رحمة للمسلمين، وأکد عليه نبي الرحمة سيدنا محمد (صلى الله علیه وآله وصحبه وسلم)، من خلال حديثه الشريف “إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا”، والذي لا يجب فيه التشبه بالملل الأخرى. وقد حدد الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله وصحبه وسلم) في حديث شريف آخر له عيد الفطر والأضحى بالاسم عندما قال: “قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: کنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) إن الله قد أبدلکم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر.”

ولذلك فإننا يجب أن نمتثل الى ما أمرنا وأوصانا به سيدنا ونبينا وقدوتنا، وأن لا ننسى أن رحمة الله واسعة وأنه سيلتفت إلينا ويشملنا برحمته، لکن في الوقت نفسه علينا أيضاً أن نطهر قلوبنا من الأدران والخبائث، ونغير ما بأنفسنا وننزع ما في صدورنا من غلّ وحقد غير صحيح ضد بعضنا البعض “ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين” لأنه وکما ورد في القرآن الکريم “ذلك بأن الله لم يك مغيڕا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، فإنه سبحانه وتعالى لا يلتفت إلينا ونحن على أسوأ الحال، بل ينبغي علينا أن نخطو خطوة مخلصة خالصة الى الأمام حتى نکون في المستوى الذي يجعلنا نستحق التفاتته عز وجل.

تعميق العلاقات بين المسلمين وإصلاحها

ونحن نستقبل عيد الفطر، فإن الواجب يدعونا ويحثنا على أن يعمل کل واحد منا من جانبه من أجل إصلاح الحال والبين، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: “إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام”، كما أن الله تعالى سوف يسأل کل واحد منا عما عمله وبذله من جهد في سبيل درء هذه الفتنة التي تحيط بأمتنا، فالعيد هو خير مناسبة يجب استغلالها في التسامح والمصالحة بين المتخاصمين، بالعودة إلى قيم الاسلام الداعية إلى نزع الغل ونشر الرحمة بين الناس، ونتوسل إلى الله عز وجل أن يأخذ بيد أمتنا لما فيه خيرها وصلاحها وأن يعيننا بخفي ألطافه ورحمته الواسعة على تنقية أنفسنا والقضاء على ما بداخلها من غلّ إنه مجيب الدعاء.

اللهم ربح الصائمون وفاز القائمون ونجا المخلصون، تقبل الله أعمال الجميع وبارك في عيدكم وأعاده عليكم بالخير واليمن والبركات.


أمين عام المجلس الإسلامي العربي

شارك المقال