يتمتع لبنان بطبيعة خلابة من جبال وأنهار وشلالات. وبعيداً عن زحمة الحياة والعمل، اعتاد كثيرون في نهاية كل أسبوع وأيام العطل ممارسة رياضات تسلق الجبال أو الحبال وغيرها من الألعاب التي تشكل خطراً على الحياة، وتندرج في إطار المغامرات الصعبة والشيقة التي تحتاج إلى قلب وجسد قويين، وبطبيعة الحال هي ليست آمنة بالكامل وتؤدي إلى مخاطر عدة.
حادثة مأساوية أودت بحياة إبن الـ ٣٣ ربيعاً الرقيب أول في الجيش اللبناني جاد ذبيان، من مزرعة الشوف بعد سقوطه من علو مرتفع أثناء ممارسة رياضة التسلق بالحبال المعروفة بالـ”zipline” . وبحسب أحد المتطوعين في الدفاع المدني الذين كانوا موجودين مكان الحادثة، فان جاد سقط من علو ٣٥ متراً تقريباً، وقاموا بانتشال جثته من طريق مرج بسري الوعرة والتي تمتد على طول ٦٠٠ متر عبر الدرج الروماني إلى مكان الحادثة، معتبراً أن “جاد لم يكن على ما يبدو محصناً بصورة كافية وآمنة حتى حصلت معه مشكلة وسقط”.
وقال المتطوع في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “هذا مشروع سياحي خاص وجديد في مرج بسري مزرعة الشوف، والاستخفاف بهذه اللعبة وهذه الحبال الممتدة من جبل إلى جبل من دون إشراف أو أي رقابة أدى الى حصول هذه الحادثة. ومن ناحية الارشادات الوقائية، طريقة تمديد الحبل الموجود في هذا المشروع غير آمنة، وهو تزحلق عبر حبل واحد فقط، ولا أتوقع أن يكون هذا المكان مرخصاً أساساً، ومن المفروض لدى حصول مشكلة مع أي شخص أن يبقى معلّقاً من دون أن يسقط حتى تصل فرق الدفاع المدني لمساعدته بطريقة صحيحة وآمنة”.
وأكد صديق جاد المقرب أبو حسن أنه “شاب خلوق ومحبوب في بيئته، ويقوم دائماً بأعمال الخير. هو وحيد أهله، ولديه أختان متزوجتان، من مواليد العام ١٩٩٠، يتيم الأب، ويعيش مع والدته في عين الشوف”.
وفي تفاصيل الحادثة، أوضح لـ “لبنان الكبير” أن “هناك تحقيقاً في الموضوع وحتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي عن الحادثة لمعرفة التفاصيل الدقيقة، ولكن المعلومات الأولية تفيد بأن الحبل انقطع فجأة حتى سقط. والمستغرب أن جاد يقوم منذ زمن طويل بهذه الألعاب إضافة إلى أنه عسكري في الجيش اللبناني، ولكن بسبب الأوضاع الصعبة اضطر للعمل في مجال ثانٍ، وهو المسؤول عن تأمين الناس على الحبل، ولديه خبرة كبيرة في الموضوع”.
هذه الحادثة فتحت النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي حول جميع الألعاب التي تشكل خطراً على حياة الانسان في لبنان، من تسلق الجبال إلى تسلق الحبال، الـ”Offroad” أو ما يعرف بالقيادة في الأماكن الوعرة أثناء الأمطار والثلوج، الـ “Drifting”وهي لهواة السرعة في السيارات، بالاضافة إلى الـ “Wheelie” المعروفة بسرعة الدراجات النارية والتي تصل إلى ممارسة حركات القفز بالدولاب والوقوف على المقعد، وصولاً إلى تبادل المقاعد بين السائقين أثناء القيادة “Paragliding”، أو الهبوط بالمظلة الذي ينشط في حريصا ومؤخراً في الضنية، والـ “Parkour” أو رياضة القفز فوق الأبنية، التي نشطت حديثاً في لبنان ولكن لا تزال بدائية مقارنة ببلاد أوروبا، ولا شك في أنها لا تتمتع بالأمان بأي شكل من الأشكال. وبعد سرد الألعاب الأكثر خطورة في لبنان، كانت غالبية الآراء تصب في خانة أن المتعة لا يجب أن تكون بتعريض أنفسنا للخطر، اذ أن غلطة واحدة يمكن أن تقضي على حياتنا، ومن يقوم بهذه الألعاب بعد الآن وكأنه ينتحر!
إذاً، هناك حوالي ٧ أنواع من الرياضات الأكثر خطورة في لبنان، ومعظمها يحتاج إلى تدريب قبل ممارستها لأخذ الحيطة والحذر، كما أن هناك أماكن غير شرعية تستقطب من خلال هذه الرياضات السيّاح من دون الاكتراث بأرواحهم، لذا، يجب الانتباه الى ذلك كي لا ندفع حياتنا ثمناً للهو بضع دقائق في الطبيعة، وخصوصاً في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان من دون ضمان أي رقابة على هذه الأماكن.