فساتين الأعراس بين بيروت والبقاع… أسعار “مدوبلة”

راما الجراح

فستان الزفاف أهم من الحفل بالنسبة إلى العروس، ويعتبر أساساً يرتكز عليه ولو كان مصغراً، فالمهم أن تبقى صور هذا الحفل ذكرى جميلة. ولأن لكل عام موضة، ازدهرت ظاهرة الاستئجار، وأصبحت ٨٠٪ من النساء تعملن بها في لبنان، ولا شك في أن لكل شيء ثمنه في محال بيع وتأجير فساتين الأعراس، ولكن من المؤكد أن كلمة “عقبالكم” أصبحت مكلفة جداً.

في كل عام، وفي هذه الفترة تحديداً، يبدأ موسم الأعراس، وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة أصبح “العرسان” يفكرون ملياً في التكاليف المتأتية من هذه الخطوة التي يرغبون في الاقدام عليها بعد ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء في الوقت الذي يتقاضى فيه ٨٠٪ من الشعب اللبناني رواتبهم بالليرة اللبنانية. إضافة إلى كل ذلك، الزواج في لبنان مقيد بعادات وتقاليد لا يمكن الخروج عنها وخصوصاً في موضوع زينة العروس وفستانها الذي يجب أن تختاره “تقيل” وباهظ الثمن وإلا فالعريس “بخيل”!

في هذا الاطار، وبعد جولة لـ “لبنان الكبير” على بعض محال فساتين الأعراس بين بيروت والبقاع، تبين أن تكلفة استئجار الفستان تختلف بصورة كبيرة جداً بين محل وآخر وبأرقام خيالية، ففي بيروت وضواحيها تتراوح كلفة الفستان الأبيض “المرتب” بين ٦٠٠ و١٥٠٠ دولار، وجميع الفساتين دون هذا السعر من الموديل القديم، و”ما بتستاهل”، بينما في منطقة البقاع عموماً الأسعار مرتفعة ولكن هناك خيارات أكثر بأسعار مقبولة. على سبيل المثال، تُسأل العروس عن قدرتها على الدفع أولاً وعلى هذا الأساس ترى الفساتين التي تناسب قدرتها من دون أي احراج ومن أجل راحتها، وفي العديد من المحال الفستان الذي صمم في العام الماضي يمكن استئجاره بسعر ٤٠٠ دولار، وفي حال المفاوضة عليه هناك احتمال كبير في “تزبيط السعر”!

وتقول رنا، صاحبة محل لبيع وتأجير الفساتين في منطقة البقاع: “ليس بالضرورة أن ترتدي العروس فستاناً باهظ الثمن، دائماً هناك خيارات بأسعار مقبولة جداً، ولكن الموضوع يعتمد على اقتناعها بذلك. لدي زبائن الأول لبسة للفستان، وهنا نتحدث عن ايجار ١٥٠٠ دولار وما فوق، وطبعاً نضع شروطاً على الزبون في حال تعرض الفستان لأي ضرر بفعل شرارة الأسهم النارية، أو وقوع صلصة تصعب إزالة آثارها، أو نزول العروس إلى بركة مياه، وغيرها من الأمور، فالماركات التي أتعامل معها عالمية، وجميع الفساتين مستوردة من الخارج، لهذا من الطبيعي أن أضع شروطاً كثيرة لضمان حقي وسلامة فساتيني، التي تتراوح بين ١٨٠٠ و٢٠٠٠ دولار”.

وأوضحت أن “فساتين الأعراس في متجري تبدأ من ٣٠٠ دولار للفستان الواحد، ولا مانع من حجزه قبل ٣ أشهر من موعد الزفاف، وأتعامل مع الزبائن بكل مصداقية، والفستان الذي تختاره العروس لا أسمح بأن يستاجره أحد في المنطقة نفسها التي تسكن فيها ليبقى مميزاً لها ولتعيش الفرحة في هذا اليوم. من ناحية أخرى، فساتين السهرة أو الخطوبة بأجمل الموديلات وأحدثها أقصاها ٤٠٠ دولار وأدناها ٥٠ دولاراً، وفي حال حجزت العروس فستاني العرس والخطوبة معاً من متجري، أُقدم لها الأخير مجاناً، وهكذا لتستمر مصلحتنا الموسمية اذا صح القول من فصل الربيع حتى نهاية فصل الصيف، والتي ننتظرها بفارغ الصبر كل عام”.

بينما رأت استبرق، وهي صاحبة محل لتأجير الفساتين في بيروت أن “إطلالة العروس يجب أن تكون مميزه كثيراً في اليوم الذي تعبت من أجله وحلمت به، لذلك لا أصمم إلا أفخم الفساتين وأجملها ولو كانت أسعارها مرتفعة، ولكن الحرص على اطلالة العروس في يوم زفافها هو الأهم. صحيح أننا نمر في أزمة اقتصاديّة صعبة (والله يعين الناس)، ولكن برأيي أن العريس الذي لا يملك القدرة على استئجار فستان لعروسه في هذا اليوم يجب أن لا يخطو هذه الخطوة وأن لا يظلمها. بالنسبة إلى أسعار الفساتين باللون الأبيض في محلي تبدأ من ٨٠٠ دولار، وهناك عدة فساتين منcollection 2020 – 2021 أسعارها تتراوح بين ٥٠٠ و٦٠٠ دولار لأن شابات كثيرات استأجرنها في العامين الأخيرين فقمت بخفضها حتى يستمر سوقها”.

لكل شخص رأيه، ولكل تاجر وجهة نظره، والقرار الأخير يعود الى العروسين وقدرتهما المادية على تحمل عبء استئجار باهظ الثمن، أو”تمشاية حال”، ولكن في كل الأحوال الأسعار خيالية مقارنة بالأوضاع الصعبة التي نعيشها، وكان الله بعون الراغبين بالزواج في لبنان.

شارك المقال