الاسهال الصيفي… 90% من الحالات سببها التلوث والطعام

تالا الحريري

من الملاحظ أن حالات الاسهال المعوي تزداد في فصل الصيف أكثر من بقية الفصول، وهذا يعود إلى طبيعة الطقس الحار الذي ينعكس بدوره على أمور كثيرة. فحرارة الشمس المرتفعة قد تضرب الجسم من دون سابق انذار، وتؤدي إلى تلف الطعام بصورة أسرع، إلى جانب ارتياد المسابح والتعرض لمياه البرك الملوثة، فالجو الحار يكون بيئة مناسبة لنمو الكائنات الدقيقة والفيروسات والميكروبات.

هذا الاسهال يتعرض له الأطفال بصورة أكبر، ويسمّى بالاسهال الصيفي، ويصيب الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي، وكان من أهم أسباب الوفاة في بداية هذا القرن. يختلف هذا النوع من الاسهال عن الاسهال العادي من حيث زيادة عدد مرات التبرز، وظهور شرائط دم ومخاط في البراز.

اختصاصي الأمراض الداخلية الدكتور سلام الأعور أوضح لـ “لبنان الكبير” أنّ “الالتهابات المعوية سببها تلوث المياه بالجراثيم كجرثومة السالمونيلا أو جرثومة الشيغيلا. في السابق كانت هذه الأمراض صيفية لأننا كنا نحتاج إلى شيء ينقلها الى الطعام حتى يتلوث مثل الحشرات التي تطير كالذباب. حالياً التلوث ضرب البنى التحتية والمياه الجوفية فصارت ملوثة، وبالتالي بات هناك امكان لنقل هذه الميكروبات بواسطة الأكل كالدجاج والسمك اضافة الى تلوث الحليب والبيض”.

وأشار الى أن “التلوث بات مصحوباً بالتهاب الكبد الوبائي وأمراض متعددة أخرى، ويبقى الحل في طبخ الطعام بصورة جيدة وشرب مياه نظيفة”.

ومن أسباب الاسهال المعوي غير السالمونيلا والشيغيلا أيضاً، الكوليرا، الاشريكية القولونية التي تنمو بصورة استثنائية في الجو الحار، وموجودة في براز الحيوانات لذلك يعتبر الطعام الملوث أحد أهم مصادرها، وهي تسبب إسهالاً شديداً، الفيروس المعوي (Enterovirus) والفيروس العجلي (Rotavirus) وهما من أكثر الفيروسات تسبباً بالاسهال الصيفي.

وأكد الصيدلي رامي عاشور لـ”لبنان الكبير” أنّ “حالات الاسهال والتسمم في فصل الصيف أكثر بكثير من الشتاء، وذلك بسبب الحرارة العالية وانقطاع الكهرباء، وبالتالي هذا يؤدي إلى التسمم في الأكل من المطاعم ومن الأجبان والخضار واللحم الفاسد وغيرها”، مشيراً إلى أنّ “الاسهال بسبب الشمس أو غيرها من العوامل قليل جداً، فـ90% من حالات الاسهال والتسمم تعود إلى الطعام”.

شارك المقال