لا تزال الدراسات مستمرة على فيروس كورونا لمعرفة كيفية تحوره أو ما هو علاجه. صحيح أنّ الكثيرين شبّهوه بالانفلونزا وباتوا يعتبرونه مرضاً موسمياً عادياً إلا أنّ القلق حوله ما زال سائداً.
وأشارت دراسة مؤخراً إلى أنّ دواء “ميتفورمين” يقلّص من خطر الاصابة بفيروس كورونا طويل الأمد بنسبة 40%، ومن مخاطر نقل المُصابين بكورونا إلى طوارئ المستشفيات، والاستشفاء، والوفاة. هذا الدواء للسكري زهيد الثمن ومتوافر على نطاق واسع، مبتكر من زهرة الليلك الفرنسية. اختبرت تجربة من المرحلة الثالثة وهو العلاج الأكثر استخداماً في العالم لدى المُصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
وأوضحت اختصاصية الغدد الصماء والسكري الدكتورة روان صعب لـ”لبنان الكبير” أنّ “الميتفورمين دواء قديم جداً يعمل على مقاومة الأنسولين، ويطلق عليه Glucophage. والطبع هو فعال ضد مرض السكري، وابتكر في العام 1922 وموجود في السوق الفرنسية منذ 1974 وفي السوق الأميركية منذ 1994”.
وبالنسبة الى فاعليته على كورونا الطويل الأمد، أشارت صعب الى أنّ “هناك مقالاً واحداً أظهر آثاراً في فيروس كورونا الطويل الأمد لكنهم لا يعرفون كيف، ومن غير المعروف مفعوله على كورونا وهذه الدراسة للمراقبة فقط”.
وأكدت الأستاذة في علم الأوبئة لدى “كينغز كوليدج” في لندن فرانسيس وليامز أنّ “564 شخصاً تعيّن عليهم تناول هذا الدواء لتجنيب تسجيل 23 حالة كورونا الطويل الأمد، ما يعني أن من بين كل 24 شخصاً تناولوا ميتفورمين تجنّب شخص واحد مواجهة كورونا الطويل الأمد”.
شملت الدراسة التي نُشرت في مجلة “لانست إنفكشس ديزيسس” 1126 شخصاً يعانون زيادة في الوزن أو بدانة في الولايات المتحدة. وبينما تلقى نصفهم “ميتفورمين” أُعطي للنصف الآخر دواءً وهمياً خلال الأيام التي تلت نتائج تُثبت إصاباتهم بفيروس كورونا. وبعد عشرة أشهر، شُخّص 35 شخصاً ممّن تناولوا “ميتفورمين” بأنهم مصابون بكورونا الطويل الأمد، مقارنةً بـ58 شخصاً ضمن المجموعة التي تناولت دواءً وهمياً، وهو ما يمثّل انخفاضاً بنسبة 40% في خطر مواجهة إصابة طويلة الأمد بفيروس كورونا.
وشملت هذه التجربة المتحور “أوميكرون” الذي تسبب بعدد أقل من الاصابات بكوفيد الطويل الأمد مقارنةً بمتحورات سابقة، على ما أكدت الدراسة. ولفت الباحثون إلى أن العقار لم يتم اختباره على الأشخاص المصابين بكورونا الطويل الامد، ولا يمكن تالياً استخدامه كعلاج لهذه الحالات بل للوقاية منها فقط.