اليوغا رياضة الروح والجسد… تجدد الخلايا وتعالج التوتر

تالا الحريري

21 حزيران يصادف اليوم العالمي لليوغا، هذه الرياضة التي يقول المؤرخون انها جاءت من الهند، وكانت موجودة قبل ظهور الحضارة الانسانية الأولى، وهذا يعود الى مكانتها البارزة في الثقافة الهندية منذ أن نشأت. هي ليست مجرد نشاط جسدي، بل تعتبر تدريباً روحياً وعلاجاً لتحقيق الانسجام والراحة والتخلص من التوتر. ووفقاً للنصوص الهندية القديمة “إن ممارسة اليوغا تؤدي إلى اتحاد الوعي الفردي بالوعي الكوني، وهو ما يؤدي إليه التدريب المستمر على اليوغا”. يعود أصل كلمة يوغا إلى اللغة السنسكريتية، والتي تعني الاتحاد أو الانضمام، ولها أنواع مختلفة.

كانت الهند أول من قدم مشروع قرار لتعيين يوم عالمي لليوغا، ولقي هذا المشروع تأييد 175 دولة من الدول الأعضاء، حتى بات هذا اليوم يعد حدثاً عالمياً يحتفل به في الهند والكثير من دول العالم من خلال تنظيم العديد من الفعاليات بهدف تسليط الضوء على أهمية ممارستها وفوائدها الصحية والنفسية، وهو يوم مفتوح للناس من الفئات العمرية جميعها، وبغض النظر عن مستوى اللياقة البدنية، يمكن لأي شخص تقريباً المشاركة واختيار النوع المناسب الذي يتلاءم مع نمط حياته.

وحثت منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء على مساعدة مواطنيها في العمل على الحد من الخمول البدني، الذي يعتبر أحد عشرة أسباب للوفاة في أرجاء العالم، عدا عن أنّه عامل خطير في الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسرطان والسكري.

المدربة هدى زعرت شددت في حديث لـ”لبنان الكبير” إلى “أهمية الرياضة في حياة الانسان، كما أنّ اليوغا تؤثر على العامل النفسي وتساعد على الراحة النفسية. هذه الرياضة تعتمد على الشهيق والزفير، فكلما تنفسنا بالطريقة الصحيحة استطعنا التخلص من التوتر من داخلنا بصورة أكبر، ويعتمد الشق الثاني على الراحة الجسدية”.

وأوضحت أنها تعتبر علاجاً نفسياً من الداخل، “فهناك حالات تحتاج أحياناً إلى العلاج باليوغا التي بدورها تجدد الخلايا والطاقة بداخلنا. وحتى نمارس رياضة اليوغا يجب أن نحصل على الغذاء السليم والنوم الصحيح إضافة إلى التمارين”.

وقالت لانا التي بدأت بممارسة هذه الرياضة منذ 6 سنوات: “مهما كثر الكلام ربما لن يدرك الشخص أهمية هذه الرياضة إلا عند ممارسته لها. منذ 6 سنوات بدأت بممارسة اليوغا كنوع من الفضول للتعرف على تمارينها باعتبارها كأي رياضة أخرى، لكنها بدت مختلفة تماماً وموسعة، فهي ليست محصورة بتمرين أو اثنين بل قد تفوق الـ20 تمريناً. على الصعيد النفسي تغيرت حياتي كثيراً فباتت هذه الرياضة ملجأي الأول للاسترخاء والتأمل والتفكير بصورة سليمة”.

أضافت: “في الأصل عند البدء بأي رياضة والثبات عليها يجب الالتزام بنمط غذائي سليم لاارادياً وهذا ما فعلته عندما بدأت بممارسة اليوغا، فحتى الراحة الجسدية التي يشعر بها الانسان من حيث صحة أعضائه ونمط أكله يؤثر على الصحة النفسية. وأنا أعتقد أنّ هذه الرياضة تقوم بتنشيط الجسم والعقل معاً”.

شارك المقال