أسعار ثياب العيد ترتفع… والاقبال على شرائها لم ينخفض!

راما الجراح

على أرصفة شارع برالياس العام في البقاع، وفي الأزقة المجاورة التي أطلق عليها اسم “سوق الحميدية لبنان”، ترى غالبية المارّة تبحث عن المحل الأرخص، لتبدأ عملية إيجاد ثياب العيد التي تلائم أطفالها. عيد الأضحى المبارك أصبح على الأبواب، والفرحة موجودة لو مهما اشتدت الأزمات، اذ ينتظره الصغار للحصول على ملابس تبهجهم، أما الكبار فأصبحوا يحسبون له ألف حساب كسائر الأعياد، بسبب غلاء الثياب وتدني الرواتب.

“يا حسرة على هالعيد” بهذه الكلمات استهلت أمل (٤١ سنة) حديثها لـ”لبنان الكبير” عن التحضيرات لاستقبال العيد، وهي أمّ لأربع بنات. وقالت: “منذ عشرة أيّام وأنا أجول على المحال بحثاً عن ملابس العيد لبناتي، ولكن لم نجد ما يرضينا سواء من حيث الأسعار أو حتّى الجودة، وأنا مندهشة جدّاً للارتفاع الجنوني في أسعار الملابس، ففي السنوات الماضية لم أكن أعيش هذه المعاناة من أجل الحصول على قطعة جميلة للعيد وبسعر معقول، ولكن في النهاية لا يمكن أن أجعل بناتي يشعرن بالنقص وأن يمر العيد من دون شراء ثياب جديدة لهن”.

وفي جولة لموقع “لبنان الكبير” على الأسواق في البقاع، أشار حسن، صاحب المحل المعروف على صعيد البقاع بإسم “Escala”، الى أنّ “الحركة مقبولة جداً، لم تتغير مقارنة بعيد الفطر أو أعياد السنة الماضية، على الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار وذلك بسبب الزيادة على الجمرك”، معرباً عن أسفه لأن “جميع القطع ارتفعت أسعارها بما نسبته ٣٥٪ تقريباً، فبعدما كان الجمرك على سعر صرف الـ ١٥٠٠ ليرة، أصبح اليوم على سعر صرف ٨٧ ألفاً”.

وأكّد في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنّ “هناك إقبالاً من الناس على الشراء، وتعتبر الحركة ممتازة مقارنة بالارتفاع الملحوظ في الأسعار، وهناك أناس تأقلموا مع الغلاء، ولكن الشريحة الأكبر تفاجأ بالأسعار كل فترة. واليوم لا يستطيع أي صاحب متجر للثياب أن يربح في القطعة كالسابق بسبب الغلاء، وإلا سيخسر زبائنه، ويقفل متجره حتى إشعار آخر”.

أوضحت آية منصور، وهي مدربة مهنية، تقدم استشارات للناس وتساعدهم على إيجاد فرص عمل، وفي الوقت نفسه صاحبة محل لبيع الثياب أونلاين (Fern by aya)، أنّ “دخول عالم الموضة كان حلماً بالنسبة لي، وبدأت العمل فيه شيئاً فشيئاً، ولاحظت أن هناك أسعاراً خيالية في السوق اللبنانية، فأنا أذهب إلى تركيا وأرى البضاعة ونوعيتها، وأعرف أسعارها، وطبعاً أقدّر أنّ كل شخص لديه مصاريف مختلفة بحسب منطقته والايجارات بالاضافة إلى فواتير الكهرباء وغيرها، ولكن الربح يجب أن يكون بحق الله! وأنا عندما أضع سعراً معيناً على الطقم أو أي قطعة ثياب قي متجري، لا شك في أنني أضع الربح المناسب بعد حساب كل مصاريفي، مهما كان السعر منخفضاً مقارنة بغيري، إلا أنني أفاجأ بأن محالاً أخرى تبيع القطعة نفسها بضعف السعر!”.

أضافت: “هذه تجارة، ويمكن لأي شخص وضع السعر الذي يناسبه على القطعة، ولكن هناك مبالغة كبيرة في السوق اللبنانية، وأنا لا أحاول كسر السوق بأسعاري بل العمل على راحتي من جهة، وراحة زبائني من جهة أخرى، واليوم بمناسبة عيد الأضحى المبارك قمت بعروض خيالية للزبائن لمساعدتهم على شراء ثياب جديدة لفرحة العيد خصوصاً أن الأوضاع المادية صعبة على الجميع. بحسب خبرتي المهنية يمكنني لفت نظر الجميع ليفرّقوا بين الصفحات الموثوقة والـfake، فكلما كان التصوير حقيقياً وهناك فيديوهات تبيّن نوع القماش واللون، كانت الصفحة والمتجر موثوقين ويمكن الشراء منه بأمان، وهذا ما أقوم به دائماً لخدمة زبائني ولكسب ثقتهم من دون خوف. لذلك هناك إقبال جيد على الشراء هذا العيد على الرغم من صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي تمنع شريحة من الناس من الشراء”.

من جهة أخرى، يمكن ملاحظة أن هناك فئة من الناس التي تهمها الماركات العالمية تتجه إلى محال الـ “OUTLET” عشية العيد، لكن لا يمكن أن تجد كل المقاسات أو الألوان، بل الأحجام المتوافرة دون سواها، لذلك تكون أسعارها أقل كلفة.

شارك المقال