انفراج في أزمة مزارعي البطاطا… وفرصة ذهبية لتصريف الانتاج

راما الجراح

“بعدما كنا ننتظر مراسم دفن مواسم البطاطا، والحسرة تملأ قلوبنا وخوفنا من تكبد خسائر كبيرة جداً عقب دخول البطاطا المصرية إلى لبنان قبل تصريف انتاجنا، ومطالباتنا المستمرة لوزير الزراعة بالنظر إلى حالتنا هذا العام، لأن كل سنة (بتفك براسنا)، بدأنا أخيراً نسمع أخباراً ايجابية ونأمل خيراً وبدأت الأسعار تعود إلى طبيعتها نوعاً ما بعد توقيف التهريب وتصريف المصري من السوق”، هكذا وصف المزارع خالد. س من منطقة الدلهمية حال المزارع الصغير الذي يتمسك ببصيص أمل لتعويض خسارته في منطقة البقاع.

في السابق، كان مزارعو البقاع ينتظرون موسم البطاطا ويصفونه بـ “الخير والبركة”، أما اليوم فأصبح تفادي الخسارة حلماً بالنسبة اليهم، وأقل سنة يتكبد المزارع بحدود ١٥٠ دولاراً في الدونم الواحد. وبعد الاغراق المتعمد للبلد بالبطاطا المصرية أتى الاغراق من سوريا عبر طرق التهريب، وبحسب ما قال أحد مزارعي المنطقة المعروفين في البقاع، لموقع “لبنان الكبير”: “كان يدخل إلى لبنان يومياً أكثر من ٢٠ شاحنة محملة كل منها بأكثر من ١٠ أطنان من البطاطا من سوريا. وعلى الرغم من الرفض والاستنكار في السابق إلا أنّ محاولاتنا لم تنجح مع أن القوافل كانت تعبر أكثر من ١٠٠ كيلومتر داخل لبنان من دون حسيب أو رقيب”.

بعد مناشدات قيادة الجيش، والمدير العام للجمارك، وأمن الدولة لرفع حكم الاعدام عن مزارعي البطاطا، ومكافحة ظاهرة التهريب، “إجا الفرج”، وقال رئيس تجمع الفلاحين والمزارعين في البقاع إبراهيم الترشيشي لموقع “لبنان الكبير”: “منذ ١٥ يوماً كان هناك تهريب للبطاطا الى لبنان ودخول كميات كبيرة منها إلى الأسواق اللبنانية، قمنا بحملة كبيرة في كل أنحاء البقاع، واعترضت النقابات الزراعية على ذلك، وفي النتيجة، وبعد الاتصالات والحملات، لأول مرة نصل إلى نقطة إيجابية بعد الفترة الطويلة من التعب والخوف، فالأسواق خالية من البطاطا السورية اليوم، ويعود ذلك إلى ثلاثة أسباب: إرتفاع سعر صرف الليرة السورية فلم يعد هناك ربح وفير، إرتفاع أسعار البطاطا في سوريا، ومساعدة الجمارك لنا من خلال مصادرة بعض القوافل المحمّلة بالبطاطا”.

وأشار الى عدم وجود بطاطا سورية تدخل إلى لبنان، وسعر البطاطا مستقر ومقبول، والمزارع عاد إلى وضعه الطبيعي، آملاً أن تعود الأسعار كما كانت. وتوقع هذا العام “طلباً عالمياً على أصناف البطاطا، وستكون هناك فرصة ذهبية للمزارعين في تصريف انتاجهم بأسعار ممتازة تعود بالأرباح عليهم”، مؤكداً أن “ظروفنا تحسنت منذ ١٠ أيام حتى اليوم، وجميع التجار فتحوا أسواق البطاطا بـ ٢٥ ألف ليرة، وهذا الأمر جيد طالما ليست هناك عراقيل أمامنا، تبقى الأسواق مفتوحة، وطريق البطاطا مليء بالخير”.

وبالنسبة الى الفاكهة الموسمية وتصديرها، أوضح الترشيشي أن “هناك مشكلات كبيرة في تصريف الانتاج، والمصدّر أصبح يتلقى ضريبة جديدة في مصر، ويدفع على براد الفاكهة حوالي ٥ آلاف دولار، وكانت كوقع السيف علينا، لذلك أسعار الفواكه تذهب إلى الانكماش أحياناً. وهذه الضريبة التي هي عبارة عن ١٠٪ تشمل كل منتج يدخل من لبنان وغيره إليها وعلى جميع الأصناف بما فيها التفاح، العنب، الدراق، الخوخ وغيرها. هذا الأمر مخالف لكل الاتفاقات والقوانين، وما يوجع قلوبنا أن المسؤولين عندنا لم يحرّكوا ساكناً وكأن شيئاً لم يكن، من دون محاسبة أحد”.

شارك المقال