“مخيم البهاء”… فسحة أمل لأطفال البقاع

راما الجراح

“دخول المسبح ٨ دولارات للصغار و١٠ للكبار ولا أكلنا ولا شربنا”، اشتكت ماغي – نطاق زحلة من تأثير الأوضاع الصعبة حتى على قدرتها على تقديم الرفاهية لأطفالها الأربعة، وقالت لموقع “لبنان الكبير: “الظروف المعيشية تقف حاجزاً أمامنا ولكن ما ذنب الأطفال أن يعانوا ما نعانيه من قلق، توتر، وعدم الاستمتاع بعطلتهم الصيفية؟ اليوم يصعب عليّ الخروج مع أطفالي إلى المطعم، المسبح، مدينة الملاهي، وأي مكان آخر للترفيه بسبب الغلاء”.

قبل العام ٢٠١٩ كان فصل الصيف من أجمل الفصول وأفضلها عند العائلات البقاعية، تنتهي المدارس، ويقوم الأهالي بتسجيل أولادهم في دورات تدريبية وترفيهية في الوقت نفسه، للتسلية وتطوير مهاراتهم، ولكن مع عدم استقرار سعر صرف الودلار وارتفاعه الكارثي مقابل رواتب لا تسمن ولا تغني من جوع لرب العائلة، أصبحت الامكانات محدودة، والقدرة المادية عند نسبة ٨٠٪ منهم لا تسمح بتسجيلهم في أي دورة صيفية.

ومن باب الانماء البقاعي أولاً، وتعزيز قدرات الأولاد وهوياتهم، وإعطائهم فرصة لممارسة عدة نشاطات برسم اشتراك مقبول جداً عاد “مخيم البهاء” بأبهى صورة ليكون دائماً إلى جانب أهل البقاع على الرغم من الظروف الصعبة ليثبت أن الماديات مجرد رقم وانماء البقاع ومصلحة أولاده في المقدمة، وخصوصاً بعدما قضوا عاماً دراسياً صعباً بين إضرابات الأساتذة والضغوط الدراسية وعدم القدرة على إنهاء المناهج.

أكد مدير المخيم الشيخ ضياء القطان أنه “منذ ثلاثة عشر عاماً كان ملاحظاً أن تعليم القرآن الكريم وترسيخ المفاهيم الدينية يعاني ما يعاني في مجتمع يفتقد إلى الحفاظ على الثقافة الدينية التي نبني عليها تفاصيل حياتنا اليومية، فكانت فكرة نشاط صيفي يحتضن أبناء مجتمعنا للقيام بأفضل الهوايات بصبغة دينية، لذلك كانت الانطلاقة من مباني مؤسسات أزهر البقاع، ومع مرور الوقت أصبح لهذا النشاط موقعه الخاص بين أحضان الطبيعة في بلدة برالياس “مربط القطان” لانتاج الخيول العربية الأصيلة”.

وأضاف “يحمل النشاط اسم أخي الحبيب الشهيد محمد بهاء الدين القطان الذي كان يتسم بالشهامة والفروسية والنخوة منذ نعومة أظفاره، من هنا كان الشغف بوضع الرماية، السباحة، وركوب الخيل في قائمة النشاطات الأساسية بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من النشاطات الترفيهية الهادفة”.

واعتبر أن “كثيراً من المبادئ والقيم التي رسخها ديننا الحنيف أصبحت تغيب من حياتنا ويحل مكانها الفساد والانحلال الأخلاقي والشذوذ بكل أشكاله، حتى التخلف في مجتمعنا وصل إلى أدنى مستوياته فتجد كثيراً من أماكن السياحة في لبنان ترفض استقبال المحجبات، نحن قوم أرقى من ذلك نستقبل الجميع ونزرع القيم الدينية بكل اعتزاز”.

وأكد القطان الاستمرارية قائلاً “نحن اليوم مصرون أكثر من أي وقت مضى على متابعة المسيرة في مجتمعنا بعيداً كل البعد عن الحسابات المالية الآنية، فالحرب الأخلاقية شرسة وعزيمتنا للمواجهة أقوى بإذن الله “معاً نستمر” أبناؤكم أمانة في أعناقكم، تأكدوا أين يمضون أوقاتهم”.

واعتبر حسان. أ، أب لثلاثة أطفال أن “وجود مثل هذه النشاطات في منطقة البقاع مهم جداً، والمكان قريب الى البقاعين الغربي والأوسط، والنشاطات التي يقومون بتدريبها للأولاد كنا نتمنى من قبل أن نتدرب نحن عليها. هذا المشروع ناجح جداً، ونتمنى وجوده في كل مناطق لبنان، للافادة من النشاطات باشتراك جيد”. ونصح المسؤول عن المخيم بفتح نشاط كرة القدم أو كرة السلة لأن الاولاد عادة يرغبون في اللعب بالطابة، وبهذه الطريقة وتحت إشراف مدربين يمكن تنمية مهاراتهم بطريقة صحيحة”.

شارك المقال