رغم مشكلاتها وأزماتها… الجامعة اللبنانية تتقدم وتتميز

حسين زياد منصور

لا يخفى على أحد المشكلات التي تعاني منها الجامعة اللبنانية، وهي لا تعد ولا تحصى، وعلى الرغم من ذلك وبحسب تصنيف QS العالمي للعام 2024، ارتفع تصنيف الجامعة اللبنانية على المستوى العالمي استناداً الى التقرير الصادر عن المؤسسة، ووصلت الى المرتبة 577 عالمياً بعد أن كانت في الفئة 601 – 650 في العام 2023.

وتصنيف مؤسسة QS البريطانية العالمية المتخصصة بالتعليم العالي، هو تصنيف عالمي للجامعات، يقوّمها ويرتبها وفقاً لأدائها العام الذي يتضمن البحث العلمي والمستوى التعليمي بحيث يُعتبر أحد أكثر التصنيفات الجامعية شيوعاً في العالم.

وتصنّف الجامعات وفق QS انطلاقاً من عدة نقاط أو معايير، وهي جودة التعليم، السمعة الأكاديمية، الرؤية العلمية للجامعة وارتباط الجامعة بسوق العمل.

ومن بين 7 جامعات لبنانية، كانت الجامعة اللبنانية موجودة، وعلى مستوى مؤشر السمعة المهنية حصدت المرتبة الأولى، اما على مستوى السّمعة الأكاديمية فحلت في المرتبة الثانية.

بدران: أثبتت أنها مؤسسة عامة أساسية

وبحسب رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور بسام بدران فإن تقدم الجامعة في تصنيف QS البريطاني كان وفق عدة مؤشرات، منها السمعة المهنية لخريجيها وخبرات كادرها الأكاديمي والتي تعد الأهم. أما بالنسبة الى معيار البحث العلمي فقد تراجعت الجامعة اللبنانية، وبحسب بدران فانه يحتاج الى الدعم، مشيراً الى ازدياد الطلب في سوق العمل في لبنان وخارجه على خريجي الجامعة اللبنانية، وهو ما يسهم بصورة غير مباشرة في دعم الاقتصاد اللبناني.

وجدد دعوته الى “ضرورة دعم الجامعة اللبنانية في هذه الظروف الصعبة وخلال المرحلة الانتقالية التي نعيشها للخروج من الأزمة، لأن ذلك يسهم في دعم مستقبل الطلاب ومستقبل لبنان، خصوصاً أن الجامعة الوطنية أثبتت أنها مؤسسة عامة أساسية وغير هامشية، واستطاعت بفضل تضحيات الأساتذة والموظفين الاستمرار في ظل ظروف كهذه”.

ضاهر: نوعية التعليم لا تزال جيدة

ورأى أستاذ القانون في الجامعة اللبنانية الدكتور يحيى ضاهر في حديث لـ”لبنان الكبير” أن “الجامعة اللبنانية هي أكبر أو أهم صرح أكاديمي في لبنان، كونها تستقبل سنوياً أكثر من 80 ألف طالب، وهو ما يتطلب مجهوداً لوجيستياً وأكاديمياً كبيراً على الرغم من المصاعب الاقتصادية وغيرها، التي مر بها لبنان والجامعة، بالاضافة الى تجربة كورونا والتعليم عن بعد خلال تلك الفترة، والتي أثبت أساتذة الجامعة اللبنانية حينها أهمية التعليم وفاعليته ونوعيته”.

وقال: “هذا كله يدل على أن نوعية التعليم لا تزال جيدة، لعدة أسباب، السبب الأول توصيفات المواد أو نوعية التعليم التي تعتمد مناهج علمية مهمة، اما السبب الثاني فهو الكادر الأكاديمي أي الأساتذة، وبغالبيتهم يتمتعون بكفاءات علمية ممتازة على الرغم من ضآلة بعض الإمكانات في بعض الحالات من تحضيرات لوجيستية، مثل عدم وجود مختبرات ووسائل البحث العلمي والمكتبات، في ظل غياب الكهرباء أيضاً”.

أضاف: “الى جانب كل ذلك عدم الاستقرار النفسي والاقتصادي لدى أساتذة الجامعة، فعلى الرغم من هذا المسار لا يزال التصنيف يشير الى أننا من أوائل الجامعات انطلاقاً من المنهجية المعتمدة ونخبة الأساتذة وايمانهم برسالة التعليم وأن الجامعة اللبنانية هي جامعة كل الوطن والجامع لكل الناس ومحدودي الدخل وليس همهم أو هدفهم مادياً فقط”.

وأشار الى أن “أولوية الأستاذ في تقديم مصلحة الطلاب على مصلحته الشخصية ظهرت هذه السنة، اذ مر العام الجامعي من دون اضراب”، مؤكداً أن “الأساتذة وصلوا الى مرحلة لم يعودوا فيها متبرعين، كنا في مرحلة الربح، ثم مرحلة التبرع، اما الآن فالمرحلة هي عبء وخسارة، أي أننا نضع من جيبتنا لتنفيذ الرسالة، وهذا يدل على ايماننا بها في الوقت الذي توجد فيه فرص لنا للعمل في مجال آخر يؤمن لنا مردوداً مادياً كبيراً”.

تغيير في التصنيف والترتيب

ووفقاً لمؤسسة QS، فإن تصنيف الجامعات اللبنانية تغير عن الأعوام السابقة، اذ تراجع ترتيبها في اللائحة أمام الجامعات العربية، التي سجلت نقاطاً أفضل في المعايير.

وتقدمت الجامعة اللبنانية 24 درجة وحلت في المرتبة 577 عالمياً، لكن الجامعة الأميركية في بيروت حلت الأولى بين الجامعات اللبنانية، وتقدمت 26 درجة وحلت في المرتبة 226.

اما الجامعة اليسوعية فحلّت في المرتبة 631 – 640، وكذلك الجامعة اللبنانية الأميركية تراجعت وحلت في المرتبة 661 – 670، وجامعة البلمند في المرتبة 801 – 850.

على الصعيد اللبناني، تأتي الجامعة الأميركية في بيروت في المرتبة الأولى تليها الجامعة اللبنانية، بعد أن كانت في المرتبة السادسة في العام الماضي، وتراجعت الجامعة اليسوعية إلى المرتبة الثالثة، ثم جامعة الروح القدس رابعاً، وفي المرتبة الخامسة الجامعة اللبنانية الأميركية.

تجدر الاشارة الى أن تقرير QS لفت الى أهمية مجموعة من الاختصاصات المتوافرة في كليات الجامعة اللبنانية ومعاهدها من علوم طبيعية وطبية وهندسية واجتماعية وتكنولوجية، الى جانب علوم الادارة والانسانيات والفنون.

شارك المقال