الصراع على مياه نبع الطاسة مستمر والناس عطشى

نور فياض
نور فياض

شرعت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي قبل سنة بتنفيذ مشروع “تطوير وتأهيل فائض المياه الشتوي في نبع الطاسة” بتمويل من منظمة “اليونيسف”، ولكن انطلقت حملات أهلية في بلدتَي جرجوع وعربصاليم تعارض المشروع معتبرة أن له أثراً بيئياً سلبياً، ويخبّئ صفقات سياسية، أو يحضّر لانشاء مخيم للاجئين السوريين، الا أنه أنجز حينها بحضور نواب المنطقة. لم ينتهِ الملف هنا، اذ نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صوراً عن شح في مياه النهر، متهمين نواب المنطقة ومصلحة مياه الجنوب بتحويل المعلم السياحي الى خراب.

وفي السياق، تؤكد نجاة فرحات نائبة رئيس جمعية “نداء الأرض” المعارضة لهذا المشروع، عبر “لبنان الكبير” أن “النبع خالٍ من المياه، والقساطل التي تتدفق منها المياه تغلق، ولا نعرف مصير المياه فيها، ربما تباع أو تحوّل الى مكان آخر. اما المياه القليلة الموجودة فهي عبارة عن برك صغيرة وينابيع.”

وتشير الى أن “ما وصلنا اليه اليوم، كان من أبرز مخاوفنا حين اعترضنا السنة الفائتة على مشروع فائض الشتوي، اذ كان الهدف آنذاك أن يستعملوا مياه الفائض، لكن ما فعلوه هو وضع القساطل ليتحكموا بالمياه. وسجلنا حينها اعتراضنا لدى اليونيسف، مع الجمعيات البيئية، ووزير البيئة الذي تعهد بدوره بإنشاء محمية في نبع الطاسة، فكيف سينشئ تلك المحمية في ظل شح المياه؟”.

وتعتبر أن “الأرض في نبع الطاسة مستباحة، فلا تقتصر الأضرار على وفرة المياه، انما نجد عدة استراحات متعدية على النهر، كما خلقت ظاهرة جديدة وهي جرف المشاعات”، قائلة: “لا يمكن الاعتراض الا بقوّة شعبية، فالمنطقة محسوبة على طرف معيّن ولا مجال للتدخل. كما أن المعنيين فتحوا السكر (الصمام) ليُسكتوا المحتجين. وفي حال تفاقمت الأزمة سندعو الى الاحتجاج والاعتراض.”

مصلحة مياه الجنوب: الصور مزورة

في المقابل، وتعقيباً على الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أصدرت مصلحة مياه الجنوب بياناً توضح فيه حقيقة ما جرى، ويقول رئيس المصلحة وسيم ضاهر لموقع “لبنان الكبير”: “الصور المنتشرة مزوّرة، فالصورة التقطت بعدما قام أصحاب الاستراحة البعيدة عن النبع ما يقارب الـ١٥٠ متراً، بإغلاق فتحة المياه التي تغذي حوض السباحة الخاص بهم، من المياه الواصلة من نزازات نبع الطاسة”.

ويؤكد “أننا أزلنا المخالفة على النهر الأربعاء الفائت وعادت المياه الى مجاريها، والمجرى ليس جافاً، ومشروع فائض الشتوي لا علاقة له به”، مشيراً الى “أننا نشرنا بياناً وڤيديو عن حقيقة ما حصل، فلا داعي للرد مجدداً، اذ في الشهرين اللذين اشتغل فيهما المشروع، وزّع ٢٢٠ ألف متر مكعب على اقليم التفاح والكثير من المنازل استفادت منه.”

ويوضح أن “من قام بأخذ الصورة بعد اغلاق فتحة المياه هو صاحب إحدى برك الاسماك، وقد استخدمت للتضليل وتشكيك الناس بجدوى المشروع. وبدل أن تتكلم الناس عن المشروع ونتائجه، عادت اليوم الأبواق نفسها التي تقدم مصالحها الشخصية وحساباتها الضيقة، وتقوم بتسييس المشاريع التنموية لغايات خاصة، مع العلم أننا لسنا بحاجة الى شكر، فنحن نشتغل للناس”.

لا يهتم المواطن اليوم للصراعات السياسية الدائرة بين أقطاب البلد، فصراعات القرى على المياه تبدو أخطر، وخصوصاً في فصل الصيف ومع الحرارة المرتفعة، اذ ان غالبية المنازل عطشى والسكان يحسبون ألف حساب لشراء المياه بسبب كلفتها العالية. وتواجه الأهالي والجمعيات البيئية سابقاً مع مصلحة مياه لبنان الجنوبي، وبين الرد والرد المضاد، معركة نبع الطاسة مستمرة، فلمن ستكون الغلبة للمؤسسة وشركائها أم للأهالي والجمعيات البيئية؟

كلمات البحث
شارك المقال