تأثير الأزمات على المجتمعات

السيد محمد علي الحسيني

إن المجتمع يتأثر بمختلف الظروف التي تحيط به وإما أن تؤثر عليه بشكل إيجابي أو سلبي، فتجد الأوضاع الاقتصادية والسياسية والمناخية وغيرها من الأزمات تتسبب بخلق حالة من التغييرات نتيجة التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على المجتمع، فمثلاً تزعزع الأمن الاقتصادي يتسبب بحالة من اللااستقرار الاجتماعي، بل إن حالات الطلاق وازدياد الجريمة تتفجر في هذه الحالة ليعيش المجتمع حالة من انعدام الاستقرار والأمن بسبب هذه الأزمة.

تفاقم الآفات وقت الازمات

بالنظر إلى كثير من الدول والأمم والحضارات التي عرفت أزمات سياسية واقتصادية، نجد أنها واجهت الكثير من المشكلات التي ضربت استقرار المجتمع وأمنه بسبب تفشي الجريمة والآفات الاجتماعية كتعاطي المخدرات وشرب الخمور بهدف الهروب من الواقع إضافة إلى انتشار البطالة ومظاهر العنف والسرقة بسبب الفقر، كذلك التحرش والتنمر بسبب تراجع القيم، ما دفع بالكثيرين إلى هجر أوطانهم نتيجة الأوضاع المزرية للبحث عن ظروف معيشية أفضل، وهذا لا شك لم يعالج ولن يساعد في إيجاد الحلول الواقعية للتصدي لمختلف التحديات.

أهمية الوعي المجتمعي في خضم الأزمات

إن الأزمات هي حالات طارئة على المجتمعات الانسانية كالظواهر الطبيعية، ونحن قادرون بما منحنا الله سبحانه وتعالى من حسن التدبير والعقل على مواجهتها من خلال دراستها على مختلف الأصعدة للخروج منها بأقل الخسائر، وهنا نضرب مثلاً من أحسن القصص التي ذكرها القرآن بخصوص هذا الموضوع وتتعلق بقصة نبي الله يوسف عليه السلام عندما خطط لسنين القحط بعمل خطة لسبع سنوات من خلال الزراعة والعمل الجاد والمستمر لادخار المحاصيل لسنوات القحط، وهذا ما ساعدهم على مواجهة الأزمة بسلام فقد قال تعالى: “قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنۢبُلِهِۦٓ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ” وهذا دليل علىأان الله دعانا إلى الوعي الفردي والجماعي والعمل والاجتهاد لمواجهة مختلف الأزمات.

شارك المقال