“اكس” مرض غامض يقلق العالم… ولا خطر على لبنان

تالا الحريري

بات العالم موبوءاً بعدما فتك فيروس كورونا بسكانه. ومنذ العام 2019 حتى اليوم لا تزال المتحورات والفيروسات تظهر كل فترة وتنتشر، حتى الأمراض القديمة عادت من جديد.

في كل مرة يظهر فيها فيروس أو مرض جديد يتخوف العلماء والخبراء منه ما يسبب هلعاً لدى الناس، في ظل غياب القدرة على الحد منه أو احتوائه، إضافة إلى عدم التزام الكثيرين وغياب الجهوزية الصحية في الكثير من البلدان.

وفي الفترة الأخيرة تداولت تقارير إعلامية مصطلح “المرض إكس”، بعد تحذيرات من منظمة الصحة العالمية التي أدرجته على قائمة الأوبئة العالمية، على الرغم من الغموض الذي يلف كيفية ظهوره وانتشاره، واستنفر بعض العلماء حول العالم من أجل التوصل إلى لقاح لهذا المرض. فقد بدأ علماء بريطانيون في تطوير لقاحات ضد الجائحة المقبلة المرتقبة والناجمة عن “مرض اكس” الغامض كما وصف، إذ انكب ما يقارب 200 عالم على العمل في مختبرات “بورتون داون” المشددة الحراسة في منطقة ويلتشير.

واعتبرت رئيسة وكالة الأمن الصحي في بريطانيا (UKHSA) البروفيسورة دام جيني هاريز أن “تغير المناخ والتحولات السكانية زادت من احتمال حدوث جائحة أخرى بعد كورونا. فما نراه هو تزايد المخاطر على مستوى العالم”. وقالت: “ما نحاول القيام به هو التأكد من أن البلاد مستعدة في حال انتشر مرض أكس الجديد. نأمل أن نتمكن من منع الوباء. ولكن إذا لم نستطع فعلينا التحرك، ولهذا بدأنا بالفعل بتطوير لقاحات وعلاجات للقضاء عليه”.

“مرض اكس” مصطلح يشير إلى أن المرض مجهول الهوية لكنه يشكل تهديداً مستقبلياً. ووفقاً للعلماء فإنه قد يكون أحد الاحتمالات التالية:

– مرض من صنع الانسان نتيجة تطويره سلاحاً بيولوجياً، وسيكون خطيراً جدا لأن البشر لم يكوّنوا له أي مقاومة، وهذا يعني أنه سينتشر بسرعة بين سكان العالم.

– بكتيريا أو فيروس موجود حالياً في الطبيعة، ولكن يمر بطفرة جينية تجعله خطيراً وسهل الانتقال وقاتلاً، مثل الانفلونزا الاسبانية التي قتلت حوالي ألف مليون شخص أو فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الايدز).

– مرض يصيب الحيوانات، ولكنه يتحوّر ليصبح قادراً على الانتقال الى البشر بسهولة، مثل انفلونزا الطيور.

حسب الباحثين، فإن وباء “اكس” على الأرجح مرض تنفسي ينتشر بفيروس معدٍ خلال مدة الحضانة أو عندما تكون الأعراض خفيفة على المصاب.

وأوضح رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي لـ”لبنان الكبير” أنّ “هناك اصابات كثيرة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفي بقية دول العالم بالطبع، لكن لهاتين الدولتين قدرة على الفحص والقيام بالاختبارات. وحتى الآن من غير الواضح خطورة المرض العالية، صحيح أنّ هناك دخولاً الى المستشفيات لبعض المرضى جراءه ولكن لا تحذير أو تنبيه من منظمة الصحة العالمية على خطورته. احتمال أن لا يكون هناك ضرر منه، لأنّه باتت هناك مناعة مجتمعية في غالبية دول العالم”.

وقال: “حسب التقارير التي نحصل عليها لا يشكل هذا المرض خطراً علينا ولا داعي لأخذ أي اجراءات حالياً. منظمة الصحة وضعته تحت المراقبة الى جانب الدول التي تملك الامكانات الكبيرة للمراقبة”.

يشار إلى أن بعض العلماء كان أوضح سابقاً أن “مرض اكس” يمكن أن يتطور عن تحوّر في فيروسات الانفلونزا، مثل التحوّر الذي أدى إلى ظهور الحصبة الاسبانية الفتاكة، التي قضت على نحو 25 مليون شخص في مطلع القرن العشرين. كما لفتوا إلى أنه يمكن أن ينشأ عن تحوّر للفيروس المسبب لانفلونزا الطيور. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الفيروسات لا ينتقل سوى بين الحيوانات، إلا أن تحوراً في التركيبة الجينية للفيروس قد تجعله قابلاً للانتقال إلى البشر.

شارك المقال