بحاجة للحماية والتوجيه؟ مراكز الدعم في الخدمة

ليال نصر
ليال نصر

نساء وفتيات مستضعفات أو معرضات للعنف، أطفال بحالات اجتماعية مختلفة بحاجة للدعم والحماية، ورجال معنِّفين أو تعرّضوا للعنف وبحاجة للدعم الإجتماعي والنفسي، وكبار سن مهملين أو متروكين… وإلى ما هنالك من فئات وأفراد خلقوا في بيئات هشة ولا يشعرون بالأمن والأمان المجتمعي وبحاجة للشعور بالإهتمام والعناية والأمان وتغيير نوعية حياتهم للأفضل. يلجأ هؤلاء إلى بعض مراكز الدعم التي أنشأتها منظمات وجمعيات نسوية وهي متوافرة بكثرة في لبنان وفي مناطق مختلفة، من أجل شعور الأفراد بالهوية والإنتماء ما يعزز لديهم مواقف التضامن والترابط الإجتماعي.

تقول مديرة البرامج في منظمة أبعاد سارة حصروني لموقع “لبنان الكبير” إن المنظمة بدأت باثنين وعشرين مركزاً مع مراكز وزارة الشؤون الإجتماعية ومنذ مستهل هذا العام، افتتحت المنظمة سبعة مراكز نموذجية توفر الرعاية الشاملة للحد من العنف القائم على النوع الإجتماعي موجودة في الشمال وطرابلس وصور وبيروت وجبل لبنان (فرن الشباك والشويفات ) وثلاثة مراكز في البقاع (بعلبك وزحلة واللبوة وعرسال) حيث تقام نشاطات دعم نفسي-إجتماعي متفرقة ويتم استقبال أي سيدة في وضعية خطر او عنف بأي شكل من أشكاله. ويتم فيها توفير خدمة ادارة الحالة وتقديم الخدمات القانونية والنفسية والطبية الشرعية المتخصصة وفقاً للحاجة، بالإضافة إلى تنظيم حلقات توعية وقائية في جميع المناطق.

دور المراكز

تضيف حصروني: “لننشئ مجتمعاً جديداً، علينا أن نبدأ بتقييم الحاجات لهذا المجتمع ومعرفة المواضيع التي يحتاج إليها للعمل على أساسها ووضع خطة تصميم للتدخل”.

وتوضح: “تتم إحالة جميع السيدات إلى المراكز حيث يتلقون الخدمات بحسب حالاتهن، وفرصة المشاركة بأنشطة الدعم النفسي. يجري تقييم الحاجات في البداية وعلى أساس ذلك، يتم اختيار اثني عشر موضوعاً وجميعها مواضيع تهم السيدات، ويوضع التصميم للتدخل لمجموعتهن للعمل على أساسه”.

تتّبع أبعاد منهجاً علمياً قائم على البينة من أجل القيام بالنشاطات، ويجدد الزملاء التقنيون هذا المنهج كل فترة حسب حاجات الناس التي يتم العمل معهم بشكل رئيسي من خلال الأنشطة الإجتماعية ويرتكز العمل على المهارات الحياتية الأساسية مع النساء حسب حاجاتهن.

خدمات ورعاية

بالنسبة لإدارة الحالات، بعد استقبال السيدة تؤخذ موافقتها على أنها تريد العمل وتعطي كل التفاصيل عنها، على أن تبقى الملفات الورقية سرية وتكون مرمّزة. بعد ذلك، ترسل السيدة إلى مقدم الخدمة الموجود في المنطقة وتعطى المعلومات اللازمة وإذا احتاجت لدعم قانوني ومساعدة، تقوم المنظمة بذلك حسب الموارد التي لديها. فمن الممكن أن تكون المساعدة مادية أحياناً لدعم السيدة ومساعدتها كي تكمل حياتها بشكل طبيعي بعد انقضاء فترة تمكين المرأة وهو أساس عمل هذه المنظمة بحيث يتم التعامل مع النساء وكأنهن من يدرن الملف ويعطونهن الحرية بتوقيت بدء العمل وإنهائه. فالمنظمة تعمل مع السيدات وتعلمهنّ كيف يصبحن مسؤولات ويتم دعمهن ليستفدن من الوقت الذي تعملن فيه مع أبعاد.

وهناك أيضاً خدمة العلاج النفسي لتستفيد النساء من هذه الخدمة بالإضافة إلى دعم للأطفال والقيام بنشاطات خاصة بهم .
هذا بالإضافة إلى مراكز الإيواء حيث تستقبل السيدات المتعرضات لاعتداءات والخطر أو تركن منازلهن، فيكون اختبار التقييم على أساس وضعهن. وتتميز المراكز بالسرية والخصوصية ولا أحد يعرف من الموجود عندهم أو حتى عناوين مراكز الإيواء في الدار.
حسب حاجة كل إمرأة ووضعها، يمكن للسيدة البقاء في المركز من يوم حتى ستة أشهر وهناك حالات تبقى أكثر إذا لم تحل مشكلتهن أو لم يجدوا لهن مورداً، وممكن أن تتعلم السيدات مهنة معينة يستفدن منها بعد الخروج من المركز.
إهتمام بالرجال أيضاً

تستهدف منظمة أبعاد ايضاً فئة الرجال فهناك مركز للرجال وكبار السن في فرن الشباك حيث يتم إشراك الرجال ويقومون بنشاطات وجلسات توعية لهم بالإضافة إلى برنامج متخصص للوالدية الإيجابية ولرجال تعرضوا للعنف أو يقومون بتعنيف أحد ولديهم الرغبة للعمل على أنفسهم أو محالون من قبل المحكمة أوجهة معينة إلى مركز دعم اجتماعي نفسي.

ولعلّ هذه الخدمات وغيرها تعوّض عما نفتقده من حقوق وواجبات يجب أن تؤمنها الدولة اللبنانية خصوصاً للفئات الهشة والمستضعفة في مجتمع منهوب، لم يضع حكامه يوماً هذه القضايا على سلّم أولوياته أو فكروا بمعالجتها للحد من الفوضى والجرائم التي ترتكب بحق هذه الفئات.

شارك المقال