توقعات شتاء 2024… بداية مبكرة لموسم المطر

تالا الحريري

بعد صيف حار سيطر على غالبية دول العالم مع إندلاع كم هائل من الحرائق التي أقحلت عدداً كبيراً من المساحات الخضر، شهدت دول أخرى تقلبات شديدة في المناخ أدت إلى فياضانات وإعصارات.

وبعدما تداول عدد من المواقع كلام المتخصص في الأحوال الجوية الأب ايلي خنيصر عن كون هذا الشتاء الأقسى منذ 100 عام، نفى هذا التصريح، موضحاً أنّ ما قاله حرفياً، هو أنّ علماء “ناسا” اعتبروا أنّ هذا الصيف هو الأقسى منذ 100 عام، وبالتالي ربما في حال كان فصل الشتاء المقبل قاسياً أيضاً، سيخرج حينها بعض العلماء ليقول إنّه الأقسى منذ 100 عام.

لا داعي للاستغراب، فالتحذيرات لا تزال مستمرة بسبب التغير المناخي الذي يؤثر على الأرض وينعكس على جميع المواسم وليس الصيف فقط، ويبدو أنّ الأمر سيزداد سوءاً على مر السنين في جميع دول العالم سواء على صعيد حرارة الصيف أو برد الشتاء وعواملهما.

وأوضح رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية عبد الرحمن زواوي لـ”لبنان الكبير” أنّ “توقع فصل الشتاء من الآن غير ممكن، فهناك توقعات فصلية تقوم بها الدول وتكون دقيقة. ليس معنى أن هذا الصيف قاس يجب أن يكون الشتاء كذلك، فمن خلال العلم لا علاقة بينهما. من الممكن أن تكون الشتوية فيها أمطار غزيرة وثلوج لكن لا يمكن وصل الصيف بالشتاء”.

وكان “المركز العربي للمناخ” نشر في تقرير توقعات لشتاء 2024 ربطاً بالاتجاه الملحوظ لاحترار المحيطات منذ بداية العام 2023، مشيراً الى أن “ارتفاع درجة حرارة سطح مياه البحار والمحيطات يعتبر مصدراً للطاقة التي تغذي العواصف والمنخفضات الجوية والأعاصير، فكلما زادت حرارة سطح الماء، كان الفارق الحراري أكبر ما بين الكتل الهوائية وسطح الماء، ما يؤدي الى زيادة عمق المنخفضات الجوية وزيادة قوة السحب وبالتالي تحولها لتصبح عالية التأثير”.

ولفت الى أن “من المعروف في فيزياء المناخ أن الطاقة الحرارية المخزنة داخل المحيطات هي التي تغذي الأعاصير المدارية القوية وتمدها بالطاقة اللازمة لاستمراريتها، فعندما تتمركز الأعاصير داخل المياه الدافئة تستمر في التطور حتى تموت داخل اليابسة أو تتجه نحو المياه الباردة ثم تتلاشى”.

ورصدت خلال شهر تموز الماضي قفزة كبيرة وارتفاع غير مسبوق لحرارة البحر الأبيض المتوسط بحيث أن متوسط درجة حرارة سطح الماء فيه سجل قيماً غير مسبوقة في السجلات المناخية لمثل هذا الوقت من العام.

وأكد التقرير أنّ “استمرار هذه الظاهرة حتى بداية الموسم المطري المقبل يزيد من احتمالية نشوء حالات جوية قوية للغاية وقياسية نظراً الى الارتفاع غير المسبوق لحرارة المتوسط. فمن المتوقع بداية مبكرة للموسم المطري للدول المطلة والقريبة من البحر المتوسط، احتمالية زيادة معدلات الهطول المطري خلال الحالات الجوية نتيجة لارتفاع نسب الرطوبة الناتجة عن التبخر العالي للمياه، تشكل منخفضات جوية عميقة جداً بنسب أعلى من المعتاد قد تصل الى مستويات العواصف المتوسطية أو الأعاصير المتوسطية، زيادة نسب تشكل الضباب في مختلف الدول المطلة والقريبة على البحر الأبيض المتوسط، زيادة معدلات الأمطار الوميضية وزيادة نسب الفيضانات والسيول (بشكل أعلى من الموسم الماضي)، ارتفاع احتمالية حدوث العواصف الرعدية القوية والشديدة، وزيادة فرص تساقط زخات البرد بأحجام أكبر من المعتاد”.

شارك المقال