أدمنوا الألعاب الالكترونية؟ إليكم البدائل

ليال نصر
ليال نصر

يفتح ساري وشقيقته كما العديد من الأطفال أعينهما ليتناولا “الآيباد” ويبدآ باللعب قبل أن يقولا لوالدتهما “صباح الخير”. وتقول م. ز. وهي أم لثلاثة أطفال لموقع “لبنان الكبير”: “إذا ما لاقوا الآيباد بالغرفة بس يوعوا بيعملوا مشكل وما بعرف كيف لازم إتعامل مع هالوضع، رغم إنهم 3 ومنطلب منهم يلعبوا سوا ما بيرضوا أو بيلعبوا فترة قصيرة وبيتخانقوا، وكرمال ما نتخانق معهم من الصبح منرجع نعطيهم الألعاب الالكترونية لنرتاح”.

ما ذكر ليس سوى نموذج من واقع حال معظم الأهل وأطفالهم الذين يتسمرون أمام شاشات الألعاب الالكترونية لساعات تفوق الحدّ أو المعدل المسموح به لاستخدامها خصوصاً الأهل غير القادرين على إشراك أطفالهم في مخيمات صيفية بسبب الوضع الإقتصادي. وتجدر الاشارة هنا إلى أن هذه المخيمات تحدّ من آفة الادمان على الألعاب الالكترونية لكنها لا تحلها بالكامل، فعندما يعود الأطفال إلى المنزل يطلبون فوراً ألعابهم.

تأثيرات وانعكاسات

تقول الاختصاصية في علم النفس شارلوت الخليل لموقع “لبنان الكبير”: “إن الألعاب الالكترونية شائعة في عالمنا اليوم ونعلم جيداً أنه لا يمكن إلغاؤها أو وضعها جانباً لكن لا ننكر جوانبها الإيجابية وهي تطوير المهارات والتفكير الاستراتيجي لحل المشكلات، لكن المشكلة عندما تزيد عن حدها أي عندما يصبح هناك إفراط في استخدامها، عندها نبدأ برؤية تأثيراتها السلبية فهي أولاً تؤثر على الصحة الجسدية كالنظر وأوجاع الرقبة والظهر ويمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية كزيادة الوزن واللياقة البدنية كما تؤثر كثيراً على التطور الاجتماعي والعاطفي عند الأطفال. ومن العوارض السلبية أيضاً العزلة والقصور في التفاعل الاجتماعي والتواصل والتأثير على الأداء الأكاديمي. وأثبتت الدراسات تأثيرها على التركيز عند الأطفال واهتمامهم بدروسهم واذا كان هناك فرط في استعمالها ممكن أن يؤثر ذلك على متابعة التحصيل العلمي إذا لم يضبط وقت استخدامها والتحكم به”.

دور الأهل

وتؤكد الخليل أن “للأهل دوراً أساسياً وحاسماً، فيجب أن يكون وقت الألعاب محدداً لنتاكد من أن الطفل يأخذ الأشياء الإيجابية فقط. وكي يستطيع الأهل التحكم والحد من الأشياء السلبية عليهم التأكد من أن الطفل يحافظ على تنظيم الأنشطة الاجتماعية والدراسية والرياضية وتعددها ليكون لديه توازن، كما عليهم مراقبة الألعاب ومحتواها وإذا كانت تناسب عمره ليسهموا في تعزيز التنوع وتشجيعه على القيام بأنشطة أخرى رياضية واجتماعية وموسيقية، فعندما يخلق الأهل البديل، يحدّون من الوقت الذي يقضيه الأطفال منشغلين بالألعاب الالكترونية”.

كيف نقنعهم بالبديل؟

تلفت الخليل إلى أهمية التثقيف، أي إخبار الأطفال بتأثير كثرة استعمال الألعاب الالكترونية على صحتهم وإشراكهم في وضع برنامجهم اليومي وتعليمهم كيف ينظمون أوقاتهم. كما على الأهل القيام بمجهود لإشراك أطفالهم في أنشطة اخرى مثل الرياضة وألعاب أخرى غير إلكترونية فيكونون قدوة لهم لأن الاطفال في النهاية يقلدون أهلهم ولا يسمعون ما يقولون فقط، لذلك يجب أن يكون لدى الأهل وقت محدد يستعملون فيه هواتفهم والشاشات الالكترونية.

أخطاء الأهل

من الأخطاء التي يقع فيها الأهل أنهم:

– لا يكونون ثابتين بقراراتهم ولا يضعون حدوداً صحيحة فيتعاملون مع أطفالهم حسب انشغالاتهم اليومية ولا ينظمون أو يساعدون في التنظيم وتفرض الأمور على الأطفال لذلك يلجؤون إلى الهروب للوسائل الإلكترونية.

– عدم إعطاء أنشطة بديلة للطفل لملء الفراغ خلال النهار ما يجعل من الألعاب الالكترونية الوسيلة الوحيدة للتسلية.

– الأهل الذين ينتقدون أطفالهم دائماً يدفعونهم الى اللجوء أكثر الى هذه الألعاب هرباً من هذه الانتقادات طوال الوقت.

– إعطاء الأهل هذه الألعاب كوسيلة للإلهاء، عندما يقوم الطفل بسلوك غير جيد أو عندما يطلب شيئاً ما أو إذا أردناه أن ينتظر، تكون هذه الألعاب دائماً وسيلة للتأجيل وهي من الأشياء التي تجعله متعلقاً بالألعاب الالكترونية أكثر.

بدائل الألعاب الإلكترونية:

– التشجيع على المطالعة من خلال مكتبة صغيرة في المنزل.

– الخروج مع العائلة لزيارة الأقارب والأصدقاء أو في نزهات للتعرف الى الأماكن التاريخية والأثرية.

– توفير ألعاب هادفة ومفيدة في المنزل وتشجيع الأطفال على اللعب بها ومشاركتهم.

– توفير ألعاب تنمية المهارات الحسابية ومهارات التحليل الإبداعي.

– إتاحة المجال للمشاركة في الأعمال المنزلية.

– ممارسة مختلف أنواع الرياضة.

– إكتشاف مواهبهم ودعمهم لتطويرها مثل الرسم أو الموسيقى.

– شراء النباتات أو الحيوانات الأليفة وتكليف الأطفال العناية بها.

شارك المقال