بشرى سارّة للصم والبكم… هل تنغص الدولة فرحتهم؟

نور فياض
نور فياض

عرف لبنان دائماً بالمخترعين، منهم من برع خارجاً وهؤلاء أكثرية، ومنهم من برع في لبنان. وعلى الرغم من أن لبنان مصدّر العلم والعلماء، الا أن الدولة لا تقدّم حالياً أية مساعدات انما تكتفي ببراءة الاختراع والدعم المعنوي.

نال الطالبان وسيم رمزي عمران المختص في مجال الهندسة الكهربائية وسمير أندره الياس المختص في هندسة الكمبيوتر والاتصالات في جامعة سيدة اللويزة براءة إختراع من وزارة الاقتصاد والتجارة بعد إبتكارهما قفازاً ذكياً يسمى “The Infinity Glove” من أجل الأشخاص الذين يعانون صعوبة في النطق والسمع.

ويوضح عمران عبر “لبنان الكبير” أن “طرح فكرتي في البداية لم يلقَ تشجيعاً من بعض الدكاترة ما زادني اصراراً على تنفيذ مشروعي، بمشاركة صديقي. هذا المشروع هو مشروع تخرج، وأتت الفكرة بعد رفض مشروعنا الأول، كنا جالسين في مطعم وجاء شخص يعاني من صعوبة في النطق وتواصل مع النادل الذي لم يفهم عليه، من هنا أتت فكرة الجهاز”.

‎ويشير الى أن “ابتكار هذا القفاز يعزز التواصل من جديد بين أولئك الأشخاص مع أبناء المجتمعات كافة ويعيد ثقتهم بأنفسهم من أجل التعبير عن شخصيتهم وطموحاتهم وآرائهم بصورة متطورة وسريعة وبسيطة من دون وجود صعوبة في ترجمة لغة الاشارة المختصة بهم، وذلك عن طريق إرتداء هذا القفاز المتصل بالبرنامج المبتكر خصيصاً لعمله والمرتبط به من خلال تحميله على هواتفهم الذكية، ‎ويتم التواصل عبر تفعيل البلوتوث.”

ويلفت الى أن “القفاز يحتوي على لغات متعددة بحيث تتيح للمستخدم فرصة أكبر وأوسع للتواصل مع بيئات ومجتمعات من بلدان مختلفة ولغات متنوعة، كما يسهل أيضاً للأشخاص الطبيعيين التحدث مع الأصم والأبكم بخاصية التكلم عبر البرنامج وتسمح للطرفين ببناء حوار متواصل ومترابط”.

‎ويضيف: “يقدم هذا القفاز ثلاث وضعيات مختلفة: الأولى هي وضعية الأرقام من 1 الى 9، الثانية هي وضعية الأحرف من A الى Z، بحيث تستطيع هذه الفئة من الأشخاص بعد أن تقوم بإختيار احدى الوضعيات المذكورة التواصل مع الآخرين من خلال القيام بإشارة معينة مرتبطة باليد المرتدية للقفاز التي تدل على الرقم أو الحرف المناسب للحوار. ومن أكثر ما يميز القفاز هو الوضعية الثالثة، اذ يقوم الأبكم أو الأصم بتحفيظ أهم وأكثر الجمل التي يستعملها في حياته اليومية وفقط عبر إشارته الى رقم الجملة في القفاز التي تم تحفيظها في البرنامج يحصل التواصل بينه وبين الآخرين. مع العلم أن القفاز لا يعمل على حركة الأصابع وحسب، انما أيضاً على حركة اليد.”

وفي معلومة خاصة لموقع “لبنان الكبير” يقول عمران: “ان نوعية القفاز تتغير من القماش الى rubber كما تم تفعيل موقع خاص للمشروع والتبرعات لكي ننتقل الى الخطوة التالية. والقفاز أيضاً لن يبقى قفازاً فهو حتماً الى تغيّر. كانت لنا لقاءات مع عدد كبير من الساسة الا أنها تحمل وعوداً بالدعم فقط وحتى الآن لا أحد وفى بها. ونناشد الجميع من ساسة وصحافة دعمنا. ونذكر بأن القفاز تمت تجربته على حالة ونجحت.”

من حق الجميع مهما كانت ظروفهم التعبير عن أنفسهم وعن متطلباتهم وأفكارهم من دون أي عائق اضافي. ومن واجبات الدولة دعم مشاريع كهذه وعدم الاكتفاء ببراءة اختراع، ففي لبنان حيث الدولة لا تقدم لأبنائها أدنى مقومات الحياة من البديهي أن يغيب عنها الدعم المادي للمشروع. فماذا لو كان هذان الطالبان في جامعة أحد بلدان الاغتراب؟ الجواب: سينفّذ المشروع على حساب الدولة ولبنان سيكتفي بالفخر بهما.

شارك المقال