التنبؤات غير مرتبطة بالعلم… ما علاقة الكواكب بالزلازل؟

تالا الحريري

لا يزال عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس يخيف الناس بتوقعاته للزلازل المدمرة وتحذيراته منها. وهذه المرة حذر من زلزال قد تتخطى قوته الـ8 درجات على مقياس ريختر، بسبب الاصطفاف بين الأرض وكل من كوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع هذين الكوكبين. هذا العالم يصيب الناس بالهلع في كل مرة “يتنبأ” فيها، على الرغم من أنّه أصاب مرات لكن يبدو أنّه يتجه الى توقعات خطيرة لا علاقة لها بالعلم.

وكان المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل أعلن الثلاثاء عن زلزال بلغت قوته 7 درجات وقع في عمق البحر شمال جزيرتي بالي ولومبوك في إندونيسيا، ما دفع السكان إلى الهروب من المباني. وقدرت الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي أن قوة الزلزال 7.1 درجات. وسارع هوغربيتس بعد ذلك الى التعليق على زلزال إندونيسيا بالقول: “ان الاستجابة الزلزالية لهندسة القمر مع المريخ ونبتون حتى الآن لا تزال معتدلة مقارنة بما يمكن أن تفعله هذه الهندسة وما فعلته في الماضي (8.5 درجات على مقياس ريختر)”.

وأشار إلى “قمة قمرية عالية في اليوم التاسع والعشرين (امس الثلاثاء)، وذلك بسبب هندسة القمر مع المريخ ونبتون ومع المشتري وأورانوس”.

ما مدى امكان أن يكون هذا الكلام علمياً وما علاقة الهندسة القمرية؟ الخبير الجيولوجي طوني نمر أكد لـ”لبنان الكبير” أنّ “لا علاقة للهندسة القمرية بحصول الزلازل”.

أما الخبير الهيدروجيولوجي سمير زعاطيطي فأوضح أنّ “هناك خطاً زلزالياً تصادمياً بين الصفيحة العربية والصفيحة الأوراسية (أوروبا وآسيا) وعند الحدود التركية الجنوبية وشمالي سوريا. هذا الخط ناشط زلزالياً ودائماً ما تحدث البراكين عبر الشقوق والفسوخات والكسور. الخط الزلزالي التصادمي الموجود في شمالي سوريا وجنوبي تركيا على طول جبال طوروس وخط الكسور الأرضية الكبير يشهد بصورة دائمة زلازل ونشاطاً بركانياً، وهذا يعد أمراً طبيعياً، لكن ما هو غير طبيعي قوة الزلزالين اللذين حصلا في شباط وأديا إلى دمار كبير طال مناطق على طول هذا الخط. فـ 7.8 درجات على ريختر تعتبر درجة عالية وتعني قوة تدميرية كبيرة، وكان واضحاً أن الدمار العنيف طال أبنية قديمة وغير مبنية على أسس زلزالية”.

وأشار الى أنّ “الزلزال هو عبارة عن موجات تنتقل عبر الصخور من باطن الأرض إلى سطحها، والموجات التي تنتقل إلى سطح الأرض أحياناً تضرب بصخور تمنع الموجة من أن تدخل اليها، فتردها وتعود خفيفة. خطورة الزلزال عندما يحدث، فبعد حدوثه تصبح خطورته قليلة”، مؤكداً أنّ “زلازلنا نحن خفيفة لأن خط الكسر الأرضي الكبير الممتد من العقبة إلى جبال طوروس والذي يمر بلبنان (المسمى بفالق اليمونة) ليس تصادمياً بل هو انزلاقي افقي”.

وعن التوقعات بحدوث الزلازل وعلاقة الكواكب بها، قال زعاطيطي: “موضوع التنبؤ ليست له أي علاقة بالعلم. كوكب الأرض مؤلف من 3 عناصر أساسية: الكتلة الغازية المحيطة بكوكب الأرض ويسمونها الغلاف الجوي، الكتلة المائية على سطح الأرض وهي المحيطات والبحار والكتلة الصخرية الكبيرة. سطح الكرة الأرضية الذي نعيش عليه يتأثر بالشمس، هذا النجم الضخم الكبير الذي يمسك 8 كواكب بقوة جاذبيته. أمّا القمر فيدور حول كوكب الأرض، والأرض تمسك القمر. جاذبية القمر لا تستطيع شد الصخر صعوداً بل المياه فيقوم بالمد، وعندما يرحل القمر من فوق البحر ترجع المياه إلى طبيعتها من دون جاذبية القمر فيصبح هناك الجزر”.

أضاف: “هذا تأثير النجم الشمسي وكويكب القمر، والقوة الثانية التي تؤثر على كوكب الأرض خارجياً هي الطاقة الدورانية، ولكن كون الكواكب الأخرى تسبب البراكين والزلازل فهذا غير صحيح ولا علاقة له بالعلم”.

شارك المقال