روبوت “النموذج الحراري” يحاكي مشاعر الانسان

تالا الحريري

لا يزال الذكاء الاصطناعي في تطور دائم، ولن يتوقف مكانه بل سنشهد في الأيام المقبلة ميزات فيه تفوق توقعاتنا. البعض يرى هذا التطور جيداً بحيث يسهل الكثير من الأمور بينما البعض الآخر يتخوف منه لما له من خطر على البشرية. وفي هذا الاطار، أشار العلماء مؤخراً الى أنهم طوروا أول روبوت يتنفس، ويتعرق، ويرتجف، ولديه القدرة على مواجهة درجات الحرارة المختلفة والتكيف معها. هذا الروبوت يسمى ANDI “النموذج الحراري”، يستشعر الحرارة، يتميز بوجود 35 سطحاً ذات نظام تحكم فردي ومسام تفرز حبيبات العرق تماماً مثل البشر.

تولت تصميم الروبوت الشركة الأميركية “ثيرماتريكس” Thermetrics كي يكون في متناول الباحثين في “جامعة ولاية أريزونا”، والغرض من وراء تطويره المساعدة في التوصل إلى فهم أفضل للآثار الصحية التي تطرحها درجات الحرارة الشديدة على جسم الانسان.

وسبق أن بدأ عدد من شركات صناعة الملابس باستخدام بعض من روبوتات التعرق العشرة التي طوّرها الباحثون، بيد أن الإنسان الآلي الخاص بـ “جامعة ولاية أريزونا” يعتبر الروبوت الوحيد الذي يمكن استخدامه في الأماكن الخارجية. وتسمح هذه الميزة بإجراء تجارب في بيئات حرارية شديدة كانت مستحيلة في السابق، إضافة إلى النهوض بدراسات حول تأثير الإشعاع الشمسي.

أما نتائج البحث فسيستفيد منها العلماء في ابتكار تصميمات مساعدة، مثل ملابس تبريد الجسم، وتكنولوجبات تحمي من ضربات الشمس والوفيات المرتبطة بالحرارة الشديدة. ولكن على الرغم من وضوح الهدف وراء هذا الابتكار إلا أنّ من المؤكد اتخاذه منحى أوسع وتطوره باستمرار حتى نصل إلى عدم القدرة على التحكم في ما وصلنا اليه.

وأوضح المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم لـ”لبنان الكبير” أنّ “كل من يعمل في مجال الروبوتات يحاول أن يشابه الشق الجسدي للروبوت بذلك التابع للانسان، والناس تعتبرها صحيحة 100% وشهدنا حالة انتحار شاب في بلجيكا بعدما قال له chatbot أن ينتحر. كما بتنا نرى أنّ في موضوع الذكاء الاصطناعي Generative AI يقدم اجابات كتلك التي يقدمها الانسان لكن اشكاليته لا تزال قائمة أنّه مجرد آلة في النهاية”.

أضاف: “على صعيد الروبوتات يحاولون أن يجعلوها مماثلة للانسان تماماً من ناحية المشاعر والتعبير الجسدي ولغة الجسد. والآن نسمع عن AI Girlfriend يعني بامكان الشخص أن يدخل في علاقة مع فتاة موجودة على الذكاء الاصطناعي وليست حقيقية. لذلك نرى خطورة هذا الأمر، فعندما يرى الانسان أمامه روبوت يتعرق ويتفاعل معه ويتكلم لغته، بالطبع سيتعاطف مع الآلة ويصدق مع الوقت. سيكون للذكاء الاصطناعي القدرة على التأثير في الرأي العام بنسبة كبيرة”.

شارك المقال