فلاتر المولدات… للحد من الانبعاثات الضارة بصحة المواطن

عامر خضر آغا

تخطت أضرار المولدات الكهربائية في لبنان حدَّ الغلاء الفاحش لكلفة تدويرها متجاوزةً كل المعايير البيئية بحدها الأدنى والمنصوص عليها قانوناً، مشكلةً أخطاراً باتت عواقبها ملموسة بعد أن انكشف للعلن الاهمال المتعمد لأصحاب المولدات في عدم الالتزام بوضع الفلاتر المنقية لجزيئات الديزل، والذي ازداد بصورة ملحوظة في غياب الصيانة الدورية للمولدات تذرعاً بتفاقم تداعيات الأزمة الاقتصادية على البلاد.

تلاشت ثقافة الوعي بأهمية نظافة البيئة وسلامتها في لبنان، إلا أنَّ اللافت إصدار وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين تعميماً يتضمن مواصفات فنية جديدة ملزمة للحد من التلوث والضرر بعوادم المولدات الأكثر تطوراً ودقةً وباستخدام فلتر سخام لجسيمات الديزل بصورة أساسية. هذه الخطوة من شأنها ضبط الانتشار المريب لتلك الانبعاثات التي تبرز في الهواء بمواد مركبات الهيدروكربونات وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكربون والدقائق المادية المضرة بالصحة العامة لكل الكائنات الحية بدءاً بالأضرار الصحية المتمثلة غالباً بضيق التنفس كالربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة، وأضرار بيئية متمثلة بالمطر الحمضي ما يتسبب بهلاك النبات وارتفاع حموضة التربة والجداول المائية، والتحلل التدريجي للمباني وتوسع الضباب الحاجب لأشعة الشمس.

ونوَّه وزير البيئة بايقاف المولدات المخالفة في حال عدم التزامها باستخدام الفلتر، اضافة الى تحديد شروط الحد الأدنى لارتفاع العادم على أن لا يتم الاسترخاص في شراء الفلاتر والعمل على صيانة الملوثات المنبعثة بصورة دائمة ما يرجح عندها التهرب من وضع الفلاتر بسبب أسعارها المرتفعة، وهذه الفلاتر تخفض كمية الانبعاثات على أن يتم تثبيت العادم في وضعية بعيداً عن الأماكن السكنية لا سيما في القرى والأحياء الضيقة في المدن.

وشدد الوزير ياسين في حديث لموقع “لبنان الكبير” على أهمية اصدار التعميم ابتداءً من حماية الهواء للتخفيف من حدة الانبعاثات السامة في المصانع والمعامل وصولاً الى وضع الفلاتر في المولدات بهدف تنظيم عملها الذي كان من المفترض أن يكون مؤقتاً الى حين حل أزمة الكهرباء، الا أنه بات من الضروري بعد انتشار مولدات الاشتراك بكثرة، اللجوء الى سبل تحد من الانبعاثات الصادرة عنها بجزيئات تلتصق بقوة في الرئة فتضيق على الجهاز التنفسي، ولا شك في أنها باتت تشكل خطراً على صحة الناس والبيئة الميحطة بهم، لذا أصدرت هذا التعميم بغية حماية سلامة الناس، عبر الالتزام بوضع الفلاتر التي تستحق الرعاية والمتابعة الدائمة لما لها من عوائد مهمة، في الحفاظ على صحة المواطنين والعناصر الطبيعية المحيطة بهم.

وأشار الى أن تغيير الفلاتر لا يتم الا تبعاً للمدة التي تعمل بها المولدات، التي يمكن تغيير فلاترها باستمرار عندما تستدعي الحاجة لذلك بما يجنيه أصحاب المولدات من أموال تكفي لمتابعة صيانة المولدات والتي حدد لها كيف سيتم تشغليها خصوصاً في الأحياء السكنية فيحدد علو العادم من المولدات تبعاً لطول الأبنية المجاورة.

وأوضح الخبير البيئي حمدان حمدان لموقع “لبنان الكبير” أنَّ ما تصدره المولدات من مازوت يحتوي على كمية غزيرة من فتافيت ناعمة أكثر بكثير من مادة البنزين على هيئة غبار صغيرة جداً، والفلاتر في الدرجة الأولى ابتكرت لتصفيتها من كل ذلك، لأن مشكلتها الأساسية أنها تبقى معلقة في الرئتين وكلما بقيت فترة أطول تسربت الى الدم بكمية أكبر، اما الغبار الكبير فيمكن اخراجه من الجسم بسهولة، والفلاتر تقوم عندها بتقليل الجزيئات الموجودة بازالة المواد التي تكون على شكل الجسيمات الرخوة.

وأكد أن استخدام فلاتر متطورة ومعتمدة يكون قادراً على أن اخراج كميات أقل من الدخان على أن يكون المولد الكهربائي فعالاً ولا يصدر دخاناً يفوق الحد المسموح به، وأن يتم بصورة دورية تنظيف الفلتر ومراقبة دوام عمله.

شارك المقال