ما نفتقده… السلوك التنظيمي

خديجة مصطفى

التعرف… التنبؤ… التوجيه.

مع هذه الكلمات الثلاث الذهبية، تستطيع الشركات وضع أولى خطواتها في المسير لبناء سلوك تنظيمي لها. فمع بنائه تصبح للشركة القدرة على معرفة سلوك الموظفين لديها وطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض، حتى أنه يساعد على معرفة موقعها في الصناعة ككل.

السلوك التنظيمي يساعد على معرفة سلوك الموظف وانفعالاته وقدراته، دراسة وتحليل الابداع والتعلم لديه ليصبح مدير الموارد البشرية قادراً على التنبؤ بسلوكياته مع الآخرين وإنتاجه للعمل، وبالتالي التوجيه عند حصول نزاع أو تطوير قدراته بما يتناسب مع تطور الشركة وتحقيق أهدافها لزيادة الانتاجية والاستمرار.

يبقى السؤال: ما هو واقع السلوك التنظيمي في الشركات اللبنانية؟

بداية، إن عقد العمل اللبناني الذي يعقد بين الأجير وصاحب العمل يعتمد على حسن النية، كما ينشأ على عاتق الأجير موجب الاخلاص التعاقدي الذي يفرض عليه التزام سلوك مستقيم اتقاء لأي ضرر قد يلحق بصاحب العمل ومؤسسته.

ثانياً، البيان الوزاري لعام 2010، إهتم لحاجات المواطنين في الادارات العامة التي تم العمل على تطويرها من إدارة التنمية بما يتناسب مع التكنولوجيا والعولمة، وبالتالي إعادة هيكلة للمؤسسات العامة.

كل هذا جميل ليومنا الحالي، وواقعنا المزري في المؤسسات العامة سواء على مستوى الرواتب، أو تقلص عدد الموظفين، وصعوبة تأمين المازوت لاضاءة الادارات و الآلات المستخدمة، حتى وصلنا الى درجة أن آلة الطباعة لم تعد تعمل لعدم القدرة على صيانتها، فيلجأ المواطن إلى تصوير أوراقه في الخارج بمبالغ ليست قليلة.

هنا أستذكر النظريات المختلفة التي ظهرت من نظرية ميكافيلي، والنظرية العلمية ونظرية الاستقوائيين الذين حاولوا دراسة السلوك التنظيمي وتطويره لخدمة الادارة وتطويرها وتحسين الموارد البشرية. مع العلم أن الموظف اللبناني هو إنسان جاد في عمله وقاسى العديد من الأزمات والحروب من أواخر الألفية الأولى إلى يومنا الحالي.

ولعلي أطلق من هذا المقال، صرخة ليسمعها كل الوزراء والمعنيين في الادارات العامة، ليقوموا بالعمل الجاد والمثابر والتخلي عن المصالح الشخصية، للنهوض بمؤسساتنا في القطاع العام خصوصاً. فالموظف في القطاع العام، الذي كان متمسكاً بوظيفته بهدف الحصول على الاستقرار النفسي والمعيشي، أصبح لا يستطيع أن يؤمن قوت يومه وفي الوقت نفسه لا يقوم بمهامه بصورة كاملة لخدمة المواطن لافتقار الادارة الى تأمين تلك الخدمات.

إن ما نفتقده تطبيق سياسات السلوك التنظيمي في الادارات والعمل على تطويره.

إلى اللقاء


مبتدئة في HR

شارك المقال