1600 عائلة نازحة من بنت جبيل… والمساعدات “حسب الموجود”

فاطمة البسام

مئة يوم ويوم مرّت على عدوان غزّة الذي عبر الحدود المشتركة إلى القرى اللبنانية المجاورة والبعيدة، فلم يعد الخطر حكراً على مدن الشريط الحدودي، ولو أنه نال الحصة الأكبر من الدمار والتهجير القسري.

سكان القرى التي تبعد أمتاراً عن الحدود الفلسطينية المحتلة، حاولوا الصمود في الأسابيع الأولى من العدوان، ومع إقتراب القصف من البيوت السكنية، لم يعد هناك مجال للمكابرة وأصبح النزوح هو الحل على الرغم من انعدام مقوماته.

مدينة بنت جبيل سجلت وحدها نزوح حوالي 1600 عائلة بعد إمعان الاحتلال الاسرائيلي في استهداف البيوت التي كانت تعد آمنة. وتوزعت العائلات بين أقضية صور والنبطية وصيدا ومرجعيون وبيروت والضاحية الجنوبية والجبل… فكيف تمر الأيام عليها في أماكن نزوحها المؤقت؟ وكيف يؤمن من شح دخله أو انعدم، قوته اليومي في ظل تقاعس الجهات المعنية عن توفير المساعدات؟

بعيداً عن أجواء العائلات الميسورة التي استطاعت إلى حدٍ ما تدبير شؤونها بعد تكفل الأقرباء بها، ننتقل إلى العائلات “العادية”، وتلك الموجودة على خط الفقر، وأصحاب “الحالة التعبانة” مادياً.

كثيرة هي الشكاوى على وسائل التواصل الاجتماعي من الاستغلال في سعر ايجارات الشقق التي وصل بعضها الى ألفي دولار شهرياً، إضافة إلى إنعدام المساعدات المادية التي يحتاجها النازحون من أجل تسيير أمورهم والتي تتعدى كرتونة إعاشة وكيس عدس.

بلدية بنت جبيل تعوّل على المبادرات الفردية

مصدر من بلدية بنت جبيل أوضح لموقع “لبنان الكبير”، أن المساعدات التي تصل اليهم هي مبادرات فردية، أو عبر روابط، لكنها لا تكفي، نسبة الى أعداد النازحين وحاجاتهم التي زادت مع قدوم فصل الشتاء، وباتوا بحاجة إلى ثياب شتوية، أدوات للتدفئة ولتسخين الماء.

وشدد المصدر على وجوب الأخذ في الاعتبار مصروف هذه الخدمات ذات الفواتير العالية، لذلك فالناس بحاجة إلى سيولة أيضاً، وهذا ما لم تستطع البلدية تأمينه بسبب شح المساعدات، إضافة الى الأدوية وحليب الأطفال.

ومن ضمن إطار الحلول، تتابع بلدية بنت جبيل خطواتها في جمع استمارات وزعتها لاحصاء النازحين من أبناء المدينة، من أجل تقديم المساعدات لهم، كذلك باشرت عدة بلديات مستضيفة للنازحين منذ بداية النزوح بتسجيل قوائم بأسمائهم وعناوينهم ضمن إطار عملها البلدي ووفرت لهم بعض الحاجيات من فرش وحصص، ومنها ما هو بالتعاون مع جمعيات خاصة في أماكن معينة فقط.

“العليا للاغاثة”: المساعدات المالية غير ممكنة

وأشار مصدر من الهيئة العليا للاغاثة، لموقع “لبنان الكبير”، الى أن الهيئة قدّمت مساعدات على دفعتين وفق الامكانات الموجودة لديها، وسلمت كمية من الفرش والبطانيات الى اتحاد بلديات القلعة قضاء بنت جبيل واتحاد بلديات صور.

إلاّ أن موضوع المساعدات والاغاثات أصبح اليوم في عهدة مجلس الجنوب، وفق المصدر، لافتاً إلى أن الأولوية بالمساعدات أصبحت للعوائل التي تضررت بيوتها جرّاء العاصفة، خصوصاً في عكار وطرابلس.

وأوضح المصدر أن موضوع المساعدات المالية غير ممكن حالياً، لأنه يسبب “وجع راس”، وغير ذلك، فهو غير موجود من الأساس.

شارك المقال