الأساتذة المتقاعدون يطالبون بانصافهم… “مين بيقدر يعيش بمليونين؟”

فاطمة البسام

عشرات الأساتذة والمعلمين المتقاعدين من المدارس الخاصة تجمعوا أمام وزارة التربية والتعليم العالي أمس، حاملين لافتات ورقية بمطالبهم أسوة بالقطاعات الأخرى التي أنصفتها وزاراتها، مرددين شعارات تطالب وزير التربية بالوقوف إلى جانبهم، بعدما أفنوا عمرهم في المهنة التي أصبح راتبها التقاعدي يساوي ثمن جرّتي غاز.

وشدد المتقاعدون على مطالبهم، في بيان أصدروه عشية التجمع، مطالبين بـ”إنصافهم من خلال زيادات على الرواتب في صندوق التقاعد بالتساوي مع زملائهم الأساتذة المتقاعدين في التعليم الرسمي، وخصوصاً أنهم لا يزالون من دون أي زيادة على الراتب منذ اندلاع الأزمة المالية عام ٢٠١٩”.

كيف يعيش المتقاعدون؟

المعلمة ندى بدأت حديثها لموقع “لبنان الكبير” بسؤال: “مين فينا بيقدر يعيش بمليونين؟”، مشيرة إلى أنها قبل التقاعد كانت تعلم في المرحلة الثانوية مادة الرياضيات، والأحوال كانت بخير قبل الأزمة، أي قبل أن تتآمر عليهم الظروف.

وعددت النفقات التي تسددها كل شهر، منها دفعة صندوق الضمان الاجتماعي التي أصبحت 810 آلاف ليرة، “وياريت في حكمة”، بالاضافة إلى مبلغ 580 ألفاً تدفعها لصندوق التعاضد، وما يتبقى من المعاش “إن شاالله يجيب دوا للضغط”.

أضافت: “أما بقية الشهر فنعيش على المساعدات من الأولاد أو الأقارب، ونبحث عن الأدوية في الجمعيات، ونتطبب في المستوصفات، هذا هو حالنا كمتقاعدين”.

وعن قرار الاضراب، قالت: “لم تعد لدينا حلول، سوى التصعيد، وهذا سيحسمه لقاء النقيب مع الوزير”.

وشرح وفد من المعتصمين لوزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي معاناة الأستاذ المتقاعد، وأطلق صرخة عن واقعه، وسأله: “لماذا قامت حكومة تصريف الأعمال برد قانون المساعدة المالية بقيمة 650 مليار لصندوق التعويضات إلى مجلس النواب؟ ولماذا لم تقوموا بنشره؟ أقلّه كان هذا القانون سيؤمّن لنا زيادات على الرواتب تكفي لمدة عام إلى حين الاتفاق على بدائل مع المؤسسات التربوية”.

وأكّد الوفد رفضه “مقترح المدارس الكاثوليكية بإنشاء صناديق في المدارس لدفع زيادات على الرواتب”، مطالباً بـ”إيجاد آلية عاجلة لتقاضي هذه الزيادات من خلال صندوق التعويضات بالتساوي مع زملائهم في التعليم الرسمي”.

“48 ساعة لاتخاذ الموقف المناسب”

وأعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، بعد اجتماع المؤسسات التربوية ونقابة المعلّمين مع وزير التربية، أن “غداً (اليوم) هو يوم عمل عادي في المدارس الخاصة بناء على الاتفاق الذي حصل في وزارة التربية بين النقابة واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة ممثلاً بالأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر ومحمد سماحة، وحضور لجان الأهل، وبانتظار توقيعه رسمياً خلال 48 ساعة لاتخاذ الموقف المناسب”.

وأكدت النقابة أنّ “همّها الأول إنصاف الأساتذة المتقاعدين وتقاضيهم زيادات على الرواتب بالتساوي مع زملائهم في التعليم الرسمي، ومن خلال الآليّات الرسمية في صندوق التعويضات”.

شارك المقال